الفصل 398
## الترجمة العربية:
**الفصل 398: الإلهة الشريرة آيس تمسك بيدها اليمنى لفة بطاطا مغطاة بصلصة الكريمة، وفي يدها اليسرى كوبًا صغيرًا من الشاي بالحليب، تحتسيه ببطء وتتلذذ به.**
**”لذيذ!”**
**”لذيذ حقًا!”**
**تبدو عليها السعادة والابتهاج، وكأنها طفل صغير يتذوق طعامًا شهيًا، وجهها مليء بالابتسامة النقية.**
**لكن بارو لم يجرؤ على التهاون قيد أنملة، فقد شعر من قبل بذلك الشر المطلق المنبعث من هذه “الفتاة”.**
**الشر!**
**الفوضى!**
**هذه هي طبيعة آيس الحقيقية.**
**”يبدو أنني أنا حقًا مختار القدر.” لعقت آيس الكريمة من زاوية فمها، وقالت ببطء: “على الرغم من أنني لا أؤمن بالقدر، إلا أن إحيائي أولاً في هذا العصر يعني امتلاك كل شيء.”**
**”همم…”**
**عادت لتأكل قضمة أخرى من لفة البطاطا، بوجه مستمتع: “جسد البشر ضعيف للغاية، لكن عقولهم مليئة بالخيال، لم يسبق لي أن أكلت شيئًا جيدًا كهذا من قبل.”**
**”إذًا تفضلي وتناولي ببطء.” ابتسم بارو وطلب المزيد من الحلويات، وملأ بها الطاولة عن آخرها: “نحن لسنا في عجلة من أمرنا.”**
**حرك قدميه بهدوء، وفركهما برفق على الأرض.**
**هذه طريقة ضرورية لإرسال الرسائل لدى حراس الليل، لا يوجد بها أي تقلبات في الطاقة، ولكن يمكن للمنظمة اكتشافها.**
**بدت آيس وكأنها لم تلاحظ حركاته الصغيرة، وتذوقت الطعام اللذيذ في يدها بابتسامة، وتجشأت حتى.**
**”يا للراحة!”**
**”لم تذهب سنوات سجني سدى.”**
**”هذه القارة التي قام هؤلاء الآلهة بتعديلها بشكل جيد، ستذهب الآن مجانًا لي.”**
**”همم…”**
**وكأنها تذكرت شيئًا، نقرت بإصبعها على الطاولة، وظهرت فجأة ورقة مليئة بالكتابة.**
**”أيها الصغير.”**
**نظرت إلى بارو: “اقرأ ما هو مكتوب هنا.”**
**”…حاضر.” التقط بارو الورقة بوجه خالٍ من التعابير، وعلى الرغم من أنه لم يرغب في ذلك، إلا أنه قرأ على مضض:**
**”مصدر الفوضى، ينبوع الشهوات، سيد دورة الحياة والموت…”**
**هم؟ هذا الشعور يبدو مألوفًا جدًا.**
**يبدو أن البروفيسور كارل طلب مني أيضًا قراءة شيء مشابه.**
**هذه هي أسماء الإلهة القديمة آيس، فما الذي طلب مني البروفيسور كارل قراءته؟ شعر بارو بالغرابة، لكنه لم يلاحظ أن تعابير آيس أصبحت أكثر برودة، ووجهها أكثر عبوسًا.**
**”كفى!”**
**قالت بصوت حاد: “يا له من أمر مقيت!”**
**”إيه…” توقف بارو عن الكلام: “ما الأمر؟”**
**”يبدو أن ذلك الإمبراطور البشري لم يقتل الآلهة بشكل غير مباشر عن طريق ابتلاع رمح قتل الآلهة فحسب.” قالت الإلهة القديمة آيس بصوت بارد: “بل قام أيضًا بإجراء بعض التعديلات على جنسكم البشري، مما جعل كائنات هذه القارة مليئة بالخمول تجاه الإيمان، ومن الصعب على الآلهة الحصول على الإيمان من خلالكم.”**
**”يا لها من حيلة بارعة!”**
**”القدرة على تعديل جميع الكائنات الحية، لا عجب أنه تمكن من قتل الآلهة، من المحتمل أن هذا الشخص ليس شخصًا عاديًا.”**
**بدون الإيمان، بالنسبة للآلهة، هذا يعني عدم وجود مصدر للطاقة، ولا يمكنهم أن يصبحوا أقوياء أبدًا.**
**ولكن…**
**”لا يهم!”**
**ضحكت آيس بخفوت، بصوت بارد: “البداية من جديد هي الحل، في تاريخ الآلهة، تتكرر كوارث نهاية العالم على فترات منتظمة.”**
**كل ما عليها فعله هو الحصول على القوة الإلهية المتبقية من ستة آلهة عليا، وستكون قادرة على الوقوف على قمة هذه القارة.**
**عندها، يمكنها إحداث كارثة نهاية العالم، ثم خلق جنس بشري جديد، وهذا ليس شيئًا بالنسبة لشخص قوي في المرحلة السادسة.**
**علاوة على ذلك،**
**إذا سارت الأمور على ما يرام، فمن المحتمل جدًا أن تصبح في المرحلة السابعة.**
**”يا لها من فتاة صغيرة لطيفة.”**
**صاحب الكشك الذي يبيع البضائع لا يعرف متى وصل إلى الأمام، وحيا آيس بابتسامة:**
**”هل يمكنني التقاط صورة؟”**
**”التقاط صورة؟” رفعت آيس حاجبيها.**
**”نعم.” ابتسم صاحب الكشك: “طفلي لا يريد أبدًا إنجاب أطفال، ويقول إن الأطفال مزعجون، أود أن أجعله يرى أن هناك أطفالًا لطيفين مثلك.”**
**”ربما بعد أن يرى ذلك، سيكون على استعداد لإنجاب أطفال.”**
**”لا داعي لذلك.” نهض بارو على الفور، ولوح بيده قائلاً:**
**”أنت مشغول بعملك.”**
**”لا تفعل ذلك.” وضعت آيس ما في يدها:**
**”هيا.”**
**تجمد بارو في مكانه.**
**نظر صاحب الكشك إلى الاثنين بنظرة غريبة، ففي رأيه، يجب أن يكون بارو والد الفتاة الصغيرة، أو على الأقل عمًا أو قريبًا كبيرًا، ولم يخطر بباله أبدًا أن الشخص الذي يتخذ القرار هو الفتاة الصغيرة.**
**”حسنًا.”**
**بعد تردد، أخرج صاحب الكشك الكاميرا، ووجد زاوية مناسبة وضغط على الزر تجاه آيس.**
**”كليك!”**
**هذه كاميرا فورية، تنزلق الصورة من الأسفل.**
**التقط صاحب الكشك الصورة، ونظر إليها بتدقيق، وتفاجأ، لم تكن هناك فتاة صغيرة في الصورة على الإطلاق، بل كان هناك…**
**”إيه…”**
**”بوم!”**
**ارتجف جسد صاحب الكشك، وتحطم فجأة إلى دماء متناثرة في كل مكان، وكأن قنبلة شديدة الانفجار مخبأة بداخله قد اشتعلت.**
**لا يجوز للبشر أن ينظروا مباشرة إلى الإله!**
**”آه!”**
**”ماذا حدث؟”**
**”…”**
**في الشارع المزدحم بالناس، حدث هذا المشهد فجأة، فصرخ المارة على الفور بجنون من الخوف.**
**”ما هذا الصراخ؟”**
**هدرت آيس:**
**”ليذهب الجميع إلى الجحيم!”**
**”موت!”**
**بمجرد أن خرجت كلمة الموت، ساد الصمت فجأة في المكان، ثم سقطت شخصية تلو الأخرى على الأرض بصمت.**
**”أنت!”**
**كان وجه بارو قاتمًا، وصك على أسنانه ونظر إلى آيس بغضب:**
**”لماذا؟”**
**”لأن الأمر ممتع.”**
**قفزت آيس من على الكرسي، ووضعت يديها خلف ظهرها وسارت بين الجثث الملقاة على الأرض: “البشر، بالإضافة إلى قدرتهم على تزويد الآلهة بالإيمان، ليس لديهم سوى الحق في أن يكونوا ألعابًا.”**
**”يا للراحة!”**
**”…” ارتجف جسد بارو، ونظر إلى الجثث الملقاة على الأرض وشعر بعجز عميق، وفي النهاية تنهد طويلًا وتبعها.**
**”هل قتلت بليز ومونيكا؟”**
**”كيف يمكن ذلك؟” هزت آيس رأسها بابتسامة:**
**”لقد أطلقت لعنة، لكن مونيكا مصاصة دماء، عدوة الآلهة، بالطبع لا يمكنني التخلي عنها بسهولة.”**
**”إنهم في مكان مشوه وفوضوي، لكنهم لا يحتاجون إلى القلق بشأن البقاء على قيد الحياة.”**
**”هم؟”**
**عبست آيس:**
**”يبدو أنني ارتكبت خطأ ما؟”**
**”لا يهم.”**
**بقوتها الحالية، في عصر الآلهة الذين سقطوا بالفعل، لم يعد هناك وجود يمكنه تهديدها.**
**…………**
**عالم اللوحة.**
**نظرًا لأنه تم ختمها في المنطقة الأساسية من معركة بين إلهين، وأضافت آيس طبقة من الحاجز المفقود منذ العصور القديمة، فقد أدى ذلك إلى اختلاف تدفق الوقت داخلها عن الخارج.**
**يقوم بليز ومونيكا بقطع الأشجار، وبناء منزل خشبي في الغابة، وعلى مقربة منه يوجد جدول صغير.**
**يوجد سمك في الجدول، وحيوانات في الغابة، والأشجار مليئة بالفواكه، ولا داعي للقلق بشأن الأكل والشرب.**
**استلقى الاثنان على الكراسي الهزازة المصنوعة يدويًا، ويشاهدان السماء بهدوء.**
**”أيام بلا قيود…”**
**ابتسمت مونيكا: “في الواقع ليست سيئة.”**
**”نعم.” أومأ بليز برأسه:**
**”أفضل أن أعيش هنا دائمًا، على الرغم من أنها رتيبة إلا أنها مُرضية.”**
**”عزيزي.” لمست مونيكا بطنها المنتفخة قليلاً:**
**”لقد زاد وزني خلال هذه الفترة.”**
**”ربما تكونين حاملاً.” أمال بليز رأسه:**
**”هل زاد وزن بطنك فقط؟”**
**”من المستحيل أن أكون حاملاً.” هزت مونيكا رأسها:**
**”لقد تعرضنا للعنة من الآلهة، ولا يمكننا أبدًا إنجاب ذرية، لقد بذل الأجداد قصارى جهدهم، لكنهم تمكنوا فقط من إنجاب مصاصي دماء من الدرجة الدنيا، أي أولئك الذين لا يستطيعون رؤية ضوء الشمس.”**
**”هل هذا صحيح؟” لم يهتم بليز بذلك:**
**”ربما ستكون هناك مفاجأة، أتطلع حقًا إلى ولادة طفلنا.”**
**أكاديمية ***.**
**”آيس.”**
**كان وجه بارو قبيحًا:**
**”لماذا أتيت إلى هنا؟”**
**بالنظر إلى الطلاب الجامعيين الذين يمرون، ووجوههم المليئة بالحيوية، والتي لطخت بطبقة من الموت الأسود في وقت ما.**
**إذا حدث شيء هنا…**
**قفز قلب بارو فجأة.**
**”على الرغم من أنني لا أحب السحرة، إلا أنني أتفق مع أحد أقوالهم.” قالت آيس وهي تلعق مصاصة: “المعرفة قوة!”**
**”لقد تم سجني لسنوات عديدة، وحتى لو ابتلعت المغني وعرفت بعض الأشياء من ذاكرته، فقد فاتني الكثير في النهاية.”**
**”القدوم إلى هنا لرؤية الأشياء يعوض النقص.”**
**أثناء الحديث.**
**دخل الاثنان بالفعل إلى المكتبة.**
**في هذا الوقت، كان هناك عدد قليل من الأشخاص في المكتبة، وعندما صعدوا إلى منطقة التاريخ والأدب في الطابق الثالث، كان العدد أقل بشكل مثير للشفقة.**
**”بارو.”**
**صدى صوت مألوف: “كيف وصلت إلى هنا؟”**
تم نشر الفصل على موقع riwayat-word.com
**”البروفيسور كارل!”**
**استدار بارو، وأرسل نظرة عاجلة: “لقد أتيت لأمر ما، أنت مشغول بعملك.”**
**(انتهى الفصل)**
معلومات عن الموقع
معلومات عن موقعنا
معلومات عن الموقع