الفصل 867
تَشَبَّثَ هَانْ يِي بِالْحَيَاةِ وَهُوَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الْأَنْقَاضِ، وَبَيْنَمَا كَانَ يُفَكِّرُ فِي حَقِيقَةِ قُوَّةِ الْعَالَمِ وَيُرَاقِبُ مَا حَوْلَهُ، كَانَ هُنَاكَ بَعْضُ الْآلِهَةِ السَّمَاوِيَّةِ قَدْ وَضَعُوا أَعْيُنَهُمْ عَلَيْهِ.
فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ، كَانَتْ بَقَايَا دَمٍ عَلَى شَفَتَيْ هَانْ يِي، وَبَدَا أَنَّ أَنْفَاسَهُ مُتَشَتِّتَةٌ، مِمَّا يَدُلُّ بِوُضُوحٍ عَلَى أَنَّهُ فِي مَرْحَلَةِ الْإِصَابَةِ.
وَالْأَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ.
أَنَّ هَذَا الْإِلَهَ السَّمَاوِيَّ الَّذِي وَضَعَ عَيْنَهُ عَلَيْهِ، كَانَ قَدْ رَأَى بِعَيْنَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ هَانْ يِي يَتَلَقَّى ضَرْبَةً مِنْ شَيْطَانِ الْعَظَمَةِ “يِي”، وَيَسْقُطُ إِلَى الْأَسْفَلِ.
ضَرْبَةٌ مِنْ إِلَهٍ سَمَاوِيٍّ فِي ذُرْوَةِ قُوَّتِهِ، حَتَّى لَوْ لَمْ تَكُنْ بِكُلِّ قُوَّتِهِ، لَا يُمْكِنُ لِإِلَهٍ سَمَاوِيٍّ مِنْ الرُّتْبَةِ الْمُتَوَسِّطَةِ أَنْ يَتَصَدَّى لَهَا، وَحَتَّى إِنْ لَمْ يَمُتْ، فَسَوْفَ يُصَابُ بِجُرُوحٍ خَطِيرَةٍ وَيَكُونُ عَلَى وَشْكِ الْمَوْتِ.
لِذَا، تَجَرَّأَ هَذَا الْإِلَهُ السَّمَاوِيُّ مِنْ الرُّتْبَةِ الْمُتَوَسِّطَةِ عَلَى تَوَجُّهِ نَحْوَ هَانْ يِي.
فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ، كَانَتْ طَائِفَةُ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ فِي فَوَضًى عَارِمَةٍ، وَوَضَعَ بَعْضُ الْآلِهَةِ السَّمَاوِيَّةِ أَهْدَافَهُمْ عَلَى مَوَارِدِ طَائِفَةِ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ، وَوَضَعَ آخَرُونَ أَهْدَافَهُمْ عَلَى الرُّهْبَانِ الْآخَرِينَ الَّذِينَ دَخَلُوا طَائِفَةَ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ، رَغْبَةً مِنْهُمْ فِي أَنْ يَكُونُوا كَالْفَرَاشَةِ الَّتِي تَقَعُ فِي شِبَاكِ الْعَنْكَبُوتِ، وَيَحْصُلُونَ عَلَى أَكْبَرِ قَدْرٍ مِنَ الْمَكَاسِبِ بِأَقَلِّ جُهْدٍ مُمْكِنٍ.
وَبَيْنَمَا كَانَ هَذَا الْإِلَهُ السَّمَاوِيُّ يَنْدَفِعُ نَحْوَ هَانْ يِي لِقَتْلِهِ، حَرَّكَ هَانْ يِي أَفْكَارَهُ، وَحَوَّلَ عَلَى الْفَوْرِ الْبَلُّورَاتِ الْأَصْلِيَّةَ الَّتِي كَانَتْ مَعَهُ إِلَى بُذُورِ الْحَيَاةِ، ثُمَّ أَحْرَقَ بُذُورَ الْحَيَاةِ مُبَاشَرَةً لِإِصْلَاحِ جُرُوحِهِ.
لَمْ يَكُنْ لَدَيْهِ الْكَثِيرُ مِنَ الْبَلُّورَاتِ الْأَصْلِيَّةِ، وَكَانَتْ مُعْظَمُهَا مِمَّا حَصَلَ عَلَيْهِ مِنْ شَيْطَانِ الْعَظَمَةِ “فُو شُو” قَبْلَ قَلِيلٍ، حَوَالَيْ عَشْرَةِ بَلُّورَاتٍ، لِذَا، فَإِنَّ بُذُورَ الْحَيَاةِ الَّتِي يُمْكِنُهُ الْحُصُولُ عَلَيْهَا تَبْلُغُ حَوَالَيْ مِلْيُونٍ.
قَبْلَ ذَلِكَ، قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أَرْضِ الْعَدَمِ، كَانَ قَدِ اسْتَخْدَمَ جَمِيعَ بُذُورِ الْحَيَاةِ لِتَكْرِيرِ السَّيْفِ الْقَدِيمِ ذِي السَّبْعَةِ قُطُوعٍ، لِذَا لَمْ يَتَبَقَّ لَدَيْهِ الْكَثِيرُ.
بَلْ، لَوْلَا أَنَّهُ صَادَفَ شَيْطَانَ الْعَظَمَةِ “فُو شُو” قَبْلَ قَلِيلٍ، وَحَوَّلَهُ بِسُرْعَةٍ إِلَى تَجَسُّدِ الْعَشْرَةِ آلافِ ظَلَامٍ، لَمَا كَانَ لَدَيْهِ بَلُّورَاتٌ أَصْلِيَّةٌ لِتَحْوِيلِهَا فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ.
الْإِلَهُ السَّمَاوِيُّ مِنْ الرُّتْبَةِ الْمُتَوَسِّطَةِ الَّذِي اقْتَرَبَ مِنْهُ، قَبْلَ أَنْ يَتَحَرَّكَ، رَأَى هَانْ يِي يَنْدَفِعُ إِلَى الْأَمَامِ، وَيُلَوِّحُ بِالسَّيْفِ الْقَدِيمِ ذِي السَّبْعَةِ قُطُوعٍ فِي يَدِهِ، وَيَجْتَاحُ ضَوْءُ سَيْفٍ أَسْوَدُ، مِثْلَ كَارِثَةٍ سَمَاوِيَّةٍ، وَيَقْطَعُ هَذَا الشَّيْطَانَ الْعَظِيمَ مِنْ الرُّتْبَةِ الْمُتَوَسِّطَةِ إِلَى نِصْفَيْنِ.
ثُمَّ، بِضَرْبَةِ سَيْفٍ أُخْرَى، قَتَلَ الشَّيْطَانَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَمْ يَمُتْ بَعْدُ تَمَامًا، وَكَانَ يَصْرُخُ بِخَوْفٍ وَرُعْبٍ.
تم نشر الفصل على موقع riwayat-word.com
بَعْدَ أَنْ قَتَلَ الْخَصْمَ تَمَامًا، مَدَّ هَانْ يِي يَدَهُ إِلَى الْأَسْفَلِ، وَانْقَضَّ بِقُوَّةٍ، وَاسْتَوْلَى عَلَى جَمِيعِ الْمَوَارِدِ وَالْكُنُوزِ الَّتِي كَانَتْ مَعَ هَذَا الشَّيْطَانِ الْعَظِيمِ الْمَقْتُولِ.
تَضَمَّنَتْ هَذِهِ الْمَوَارِدُ كُنُوزًا سَمَاوِيَّةً وَأَرْضِيَّةً، وَأَدَوَاتٍ قَدِيمَةً مِنْ الرُّتْبَةِ الْأَوَّلِيَّةِ وَحَتَّى الْمُتَوَسِّطَةِ، وَأَيْضًا الْبَلُّورَاتِ الْأَصْلِيَّةَ الَّتِي كَانَ يَهْتَمُّ بِهَا أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهَا.
السَّبَبُ فِي هَذِهِ الْوَسَائِلِ الْخَاطِفَةِ هُوَ أَنَّ طَائِفَةَ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ قَدْ سَقَطَتْ فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ، وَكَانَتْ كُنُوزُ هَذِهِ الطَّائِفَةِ الْعَظِيمَةِ تُنْهَبُ، وَمِنْ أَجْلِ التَّدْرِيبِ، أَرَادَ هَانْ يِي أَيْضًا أَنْ يَتَدَخَّلَ، وَبِطَبِيعَةِ الْحَالِ لَنْ يُضَيِّعَ الْوَقْتَ.
بِالْإِضَافَةِ إِلَى ذَلِكَ، فَإِنَّ الْقَتْلَ السَّرِيعَ لِشَيْطَانٍ عَظِيمٍ مِنْ الرُّتْبَةِ الْمُتَوَسِّطَةِ، يُمْكِنُ أَيْضًا أَنْ يَمْنَعَ إِتْلَافَ أَدَوَاتِهِ الْقَدِيمَةِ، وَأَنْ يَمْنَعَهُ مِنْ تَفْجِيرِ نَفْسِهِ، وَأَنْ يَحْصُلَ عَلَى الْمَوَارِدِ الَّتِي كَانَ يَحْمِلُهَا مَعَهُ.
تُقَدَّرُ مَوَارِدُ شَيْطَانٍ عَظِيمٍ مِنْ الرُّتْبَةِ الْمُتَوَسِّطَةِ بِعَشَرَاتِ الْبَلُّورَاتِ الْأَصْلِيَّةِ، وَلَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَتَجَاهَلَ ذَلِكَ.
فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ أَنْفَاسَ هَانْ يِي كَانَتْ تَتَعَافَى، إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ لَا تَزَالُ مُضْطَرِبَةً بَعْضَ الشَّيْءِ، وَقَدْ أَخَافَتْ ضَرْبَتَاهُ الَّتَانِ قَتَلَتَا شَيْطَانًا عَظِيمًا مِنْ الرُّتْبَةِ الْمُتَوَسِّطَةِ الْآلِهَةَ السَّمَاوِيَّةَ الْأُخْرَى الْمُجَاوِرَةَ.
الْآلِهَةُ السَّمَاوِيَّةُ الَّذِينَ كَانُوا يُفَكِّرُونَ فِي أَنْ يَكُونُوا كَالطَّائِرِ الْأَصْفَرِ الَّذِي يَتَبِعُ الْجَرَادَ، تَنَحَّوْا جَانِبًا وَابْتَعَدُوا.
عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ أَنْفَاسَهُ كَانَتْ غَيْرَ مُسْتَقِرَّةٍ، إِلَّا أَنَّ مَنْ يُمْكِنُهُ أَنْ يَتَدَرَّبَ لِيُصْبِحَ إِلَهًا سَمَاوِيًّا لَيْسَ شَخْصًا عَادِيًّا، وَبَعْدَ أَنْ شَاهَدَ بِعَيْنَيْهِ شَيْطَانًا عَظِيمًا مِنْ الرُّتْبَةِ الْمُتَوَسِّطَةِ يَمُوتُ فِي لَحْظَةٍ، فَمِنَ الطَّبِيعِيِّ أَلَّا يَتَقَدَّمَ لِيَتَلَقَّى ضَرْبَةً.
أَلْقَى هَانْ يِي نَظْرَةً سَرِيعَةً، وَرَأَى الْآلِهَةَ السَّمَاوِيَّةَ مِنْ حَوْلِهِ يَتَفَرَّقُونَ، وَلَمْ يُطَارِدْهُمْ، بَلْ حَوَّلَ جَمِيعَ الْبَلُّورَاتِ الْأَصْلِيَّةِ الَّتِي حَصَلَ عَلَيْهَا مِنْ ذَلِكَ الشَّيْطَانِ الْعَظِيمِ مِنْ الرُّتْبَةِ الْمُتَوَسِّطَةِ إِلَى بُذُورِ الْحَيَاةِ.
الْمَعْرَكَةُ خَطِيرَةٌ، وَهُوَ لَا يَبْخَلُ بِبُذُورِ الْحَيَاةِ، سَوَاءٌ كَانَ لِشِفَاءِ الْجُرُوحِ، أَوْ لِإِطْلَاقِ حَرَكَاتٍ أَقْوَى، فَإِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى عَدَدٍ هَائِلٍ مِنْ بُذُورِ الْحَيَاةِ.
بَعْدَ أَنْ دَارَتْ أَفْكَارُهُ، اتَّجَهَ جَسَدُهُ نَحْوَ قَصْرِ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ.
الْقَلْبُ النَّابِضُ لِطَائِفَةِ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ بِأَكْمَلِهَا، هُوَ بِطَبِيعَةِ الْحَالِ قَصْرُ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ، أَيْ الْقَصْرُ الْمَرْكَزِيُّ فِي الْمِنْطَقَةِ الْمَرْكَزِيَّةِ فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ، وَقَدْ خَرَجَ سَيِّدُ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ مِنْ قَصْرِ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ قَبْلَ قَلِيلٍ.
قَصْرُ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ هُوَ مَكَانُ تَدْرِيبِ سَيِّدِ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ، وَحَتَّى لَوْ كَانَ مُجَرَّدُ كَنْزٍ يَسْتَخْدِمُهُ بِشَكْلٍ عَارِضٍ، فَإِنَّهُ شَيْءٌ يَتَنَافَسُ عَلَيْهِ الْآلِهَةُ السَّمَاوِيَّةُ حَتَّى الْمَوْتِ.
وَفِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ، انْدَفَعَ ثَلَاثَةُ آلِهَةٍ سَمَاوِيَّةٍ فِي ذُرْوَةِ قُوَّتِهِمْ، وَسَبْعَةُ آلِهَةٍ سَمَاوِيَّةٍ مِنْ الرُّتْبَةِ الْعُلْيَا إِلَى دَاخِلِ قَصْرِ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ، وَانْفَجَرَتْ الْأَنْفَاسُ الْمُرَوِّعَةُ، وَاهْتَزَّ الْفَضَاءُ، وَانْتَشَرَتْ أَنْفَاسُ الدَّمَارِ بِشَكْلٍ لَا نِهَائِيٍّ.
خَارِجَ قَصْرِ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ، كَانَ هُنَاكَ أَيْضًا سِتَّةُ شَيَاطِينَ عُظَمَاءَ مِنْ الرُّتْبَةِ الْعُلْيَا يَنْدَفِعُونَ إِلَيْهِ.
ذَلِكَ هُوَ مَكَانُ تَدْرِيبِ سَيِّدِ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ، وَرُبَّمَا، قَدْ يُمَكِّنُ الشَّيَاطِينَ الْعُظَمَاءَ مِنْ الرُّتْبَةِ الْعُلْيَا مِنْ الِانْتِقَالِ مُبَاشَرَةً إِلَى نِصْفِ التَّجَرُّدِ، وَالصُّعُودِ إِلَى السَّمَاءِ فِي خُطْوَةٍ وَاحِدَةٍ.
إِذَا لَمْ يُقَاتِلُوا بِضَرَاوَةٍ فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ، فَمَتَى سَيُقَاتِلُونَ؟
كَانَتْ لَدَى هَانْ يِي أَيْضًا هَذِهِ الْفِكْرَةُ، فَهَذِهِ الْفُرْصَةُ قَدْ تَظْهَرُ مَرَّةً وَاحِدَةً فَقَطْ فِي عِدَّةِ عُصُورٍ فَوَضَوِيَّةٍ، بَلْ، لِأَنَّ سَيِّدَ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ قَدْ تَلَوَّثَ، وَظَهَرَ سَيِّدُ الْبِدَايَةِ الْعُظْمَى، مِمَّا أَدَّى إِلَى أَنَّ الْهَيْكَلَ الرَّئِيسِيَّ لِطَائِفَةِ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ فِي الْوَقْتِ الْحَاضِرِ لَمْ يَتَحَلَّلْ بَعْدُ، وَيُعْتَبَرُ مُحَافَظًا عَلَيْهِ بِشَكْلٍ جَيِّدٍ نِسْبِيًّا.
عِنْدَمَا انْدَفَعَ هَانْ يِي نَحْوَ قَصْرِ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ، لَمْ يَكُنْ مَسَارُ هُرُوبِهِ بَعِيدًا عَنْ إِلَهٍ سَمَاوِيٍّ مِنْ الرُّتْبَةِ الْعُلْيَا، وَشَخَرَ هَذَا الْإِلَهُ السَّمَاوِيُّ مِنْ الرُّتْبَةِ الْعُلْيَا بِبُرُودَةٍ، وَلَوَّحَ بِسَيْفٍ.
لَمْ يَكُنْ ضَوْءُ السَّيْفِ سَاطِعًا، وَبَدَا أَنَّهُ بَطِيءٌ جِدًّا، وَلَكِنْ عِنْدَمَا بَدَأَ ضَوْءُ السَّيْفِ، كَانَ هَانْ يِي مُتَوَتِّرًا بِأَكْمَلِهِ، وَلَمْ يَكُنْ تَهْدِيدُ هَذَا السَّيْفِ صَغِيرًا.
قَطَعَ هَانْ يِي بِسَيْفٍ فِي الْيَدِ الْأُخْرَى، وَكَانَ هَذَا السَّيْفُ، بِالتَّعَاوُنِ مَعَ الْأَنْفَاسِ الَّتِي كَانَ يَرْفَعُهَا فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ، يَبْدُو مُكَثَّفًا وَحَارًّا.
دَوِيٌّ!!
تَصَادَمَ ضَوْءَانِ، وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ فَارِقٌ كَبِيرٌ، مِمَّا جَعَلَ الْإِلَهَ السَّمَاوِيَّ مِنْ الرُّتْبَةِ الْعُلْيَا غَيْرَ بَعِيدٍ يَشْعُرُ بِالْخَوْفِ قَلِيلًا فِي قَلْبِهِ.
مِنَ الطَّبِيعِيِّ أَنْ يَرَى أَنَّ هَذَا السَّيْفَ الْقَدِيمَ لِهَانْ يِي هُوَ أَدَاةٌ قَدِيمَةٌ لِلْإِلَهِ الْعَظِيمِ، وَأَنَّ هَذَا السَّيْفَ كَانَ بِوُضُوحٍ تَقْنِيَةً إِلَهِيَّةً، وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ أَنْفَاسَ الْخَصْمِ لَمْ تَكُنْ سِوَى إِلَهٍ عَظِيمٍ مِنْ الرُّتْبَةِ الْمُتَوَسِّطَةِ، إِلَّا أَنَّ قُوَّتَهُ الْقِتَالِيَّةَ كَانَتْ قَوِيَّةً جِدًّا، وَقَدْ دَخَلَتْ بِالتَّأْكِيدِ مُسْتَوَى الْإِلَهِ الْعَظِيمِ مِنْ الرُّتْبَةِ الْعُلْيَا.
فِي الْوَقْتِ الْحَاضِرِ، لَمْ يَرَ هَذَا الْإِلَهُ السَّمَاوِيُّ مِنْ الرُّتْبَةِ الْعُلْيَا كُنُوزًا بَعْدُ، وَبِطَبِيعَةِ الْحَالِ لَنْ يُخَاطِرَ بِحَيَاتِهِ.
شَخَرَ بِبُرُودَةٍ، وَزَادَ مِنْ سُرْعَتِهِ، وَانْدَفَعَ إِلَى دَاخِلِ قَصْرِ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ.
تَبِعَهُ هَانْ يِي عَنْ كَثَبٍ، وَدَخَلَ أَيْضًا إِلَى دَاخِلِهِ.
مِنْ بَعِيدٍ، لَا يَبْدُو قَصْرُ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ كَبِيرًا، وَيَبْلُغُ ارْتِفَاعُهُ مِائَةَ قَامَةٍ فَقَطْ، وَلَكِنْ عِنْدَمَا اقْتَرَبَ مِنْهُ، وَخَاصَّةً مَعَ اقْتِرَابِ هَانْ يِي مِنْ هَذَا الْقَصْرِ، وَجَدَ أَنَّ هَذَا الْقَصْرَ يَرْتَفِعُ بِشَكْلٍ مُتَزَايِدٍ.
لَا، لَيْسَ أَنَّهُ يَرْتَفِعُ بِشَكْلٍ مُتَزَايِدٍ، وَلَكِنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ هَذَا الْقَصْرَ، وَالْفَضَاءَ الْخَارِجِيَّ، لَا يَبْدُو أَنَّهُمَا فِي نَفْسِ الْمُسْتَوَى، وَهَذَا الْقَصْرُ، مِثْلُ عَالَمٍ، وَهُوَ يَعْبُرُ مَدْخَلَ الْعَالَمِ فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ.
عِنْدَمَا عَبَرَ بَوَّابَةَ قَصْرِ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ، أَيْ عَتَبَةَ الْعَالَمِ، وَرَفَعَ رَأْسَهُ لِيَنْظُرَ، أَدْرَكَ بِحَذَرٍ أَنَّ بَوَّابَةَ هَذَا الْقَصْرِ كَانَتْ شَاسِعَةً جِدًّا، وَإِذَا تَحَوَّلَتْ إِلَى مَجَالٍ طَاوِيٍّ، فَقَدْ لَا يَتَمَكَّنُ حَتَّى مِنْ رُؤْيَةِ قِمَّةِ الْبَابِ.
تَوَقَّفَ لِلْحَظَةٍ، ثُمَّ انْدَفَعَ إِلَى دَاخِلِ الْقَصْرِ.
تَغَيَّرَ الْفَضَاءُ فِي لَحْظَةٍ، وَأَمَامَهُ، كَانَ هُنَاكَ عَالَمٌ شَاسِعٌ لَا يُصَدَّقُ، وَفِي قَصْرِ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ هَذَا، كَانَ هُنَاكَ كَوْنٌ آخَرُ.
“فِي الْوَاقِعِ، يَتَكَوَّنُ قَصْرُ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ مِنْ فَضَاءٍ مُزْدَوِجٍ، وَقَدْ سَمِعْتُ بِذَلِكَ، وَلَمْ أَرَهُ مِنْ قَبْلُ، وَهَذَا هُوَ الْيَوْمُ الْأَوَّلُ الَّذِي أَرَاهُ فِيهِ.”
أَطْلَقَ هَانْ يِي شَيْطَانَ الْعَظَمَةِ “فُو شُو”، وَنَظَرَ هَذَا الشَّيْطَانُ الْعَظِيمُ، وَهُوَ آخِرُ شَيْطَانٍ عَظِيمٍ تَبَقَّى مِنْ طَائِفَةِ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ، إِلَى هَذَا الْعَالَمِ الشَّاسِعِ، وَكَانَ وَجْهُهُ مُعَقَّدًا، وَكَانَتْ نَبْرَةُ صَوْتِهِ مُتَنَهِّدَةً.
“الْفَضَاءُ الْأَوَّلُ هُوَ الْقَصْرُ الْأَعْلَى لِقَصْرِ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ، وَهُوَ أَيْضًا الْمَكَانُ الَّذِي يَسْتَدْعِي فِيهِ سَيِّدُ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ الْآلِهَةَ السَّمَاوِيَّةَ فِي الطَّائِفَةِ لِلِاجْتِمَاعِ وَالْمُنَاقَشَةِ، وَالْفَضَاءُ الْأَوَّلُ هُوَ فِي حَالَةِ السَّمَاءِ الْمُرَصَّعَةِ بِالنُّجُومِ، وَلِكُلِّ إِلَهٍ سَمَاوِيٍّ مَوْقِعٌ نَجْمِيٌّ.”
“أَمَّا الْفَضَاءُ الثَّانِي، فَهُوَ مَا نَرَاهُ فِي الْوَقْتِ الْحَاضِرِ.”
“هَذَا هُوَ الْمَكَانُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يَتَدَرَّبُ فِيهِ سَيِّدُ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ، وَفِي طَائِفَةِ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ بِأَكْمَلِهَا، لَمْ تَكُنْ لَدَى الشَّيْطَانِ الْعَظِيمِ الْأَوَّلِ وَالشَّيْطَانِ الْعَظِيمِ الثَّانِي فُرْصَةٌ لِدُخُولِهِ.”
لَمْ يُعِدْ هَانْ يِي شَيْطَانَ الْعَظَمَةِ “فُو شُو” إِلَى دَاخِلِ جَسَدِهِ مَرَّةً أُخْرَى، بَلْ تَرَكَهُ يَتَحَرَّكُ بِحُرِّيَّةٍ، وَأَيُّ شَيْءٍ يُمْكِنُهُ الْحُصُولُ عَلَيْهِ هُنَا، سَيَكُونُ لِهَانْ يِي فِي النِّهَايَةِ.
بِمُجَرَّدِ أَنْ انْفَصَلَ هُوَ وَشَيْطَانُ الْعَظَمَةِ “فُو شُو” إِلَى طَرِيقَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، سَمِعَ سِلْسِلَةً مِنْ أَصْوَاتِ الدَّوِيِّ تَرْتَفِعُ فِي الْمَسَافَةِ، وَبِالتَّزَامُنِ مَعَ أَصْوَاتِ الدَّوِيِّ، كَانَتْ هُنَاكَ أَنْفَاسُ الدَّمَارِ تَتَدَفَّقُ، وَمِنَ الْوَاضِحِ أَنَّ هُنَاكَ آلِهَةً سَمَاوِيَّةً تَتَحَرَّكُ لِلِاسْتِيلاءِ عَلَى الْكُنُوزِ.
غَيَّرَ اتِّجَاهَهُ، وَاتَّجَهَ نَحْوَ صَوْتِ الدَّوِيِّ، وَبَعْدَ عِدَّةِ أَنْفَاسٍ، أُضِيءَتْ عَيْنَاهُ فَجْأَةً، وَأَمَامَهُ، كَانَ اثْنَانِ مِنْ الْآلِهَةِ السَّمَاوِيَّةِ مِنْ الرُّتْبَةِ الْعُلْيَا يَتَقَاتَلَانِ بِضَرَاوَةٍ، وَفِي الْأَسْفَلِ، كَانَ هُنَاكَ سِلْسِلَةٌ جَبَلِيَّةٌ مُتَشَقِّقَةٌ بِلَوْنٍ أُرْجُوَانِيٍّ بَاهِتٍ، مُسْتَلْقِيَةً عَلَى الْأَرْضِ.
هَذِهِ السَّلَاسِلُ الْجَبَلِيَّةُ الْمُتَشَقِّقَةُ بِلَوْنٍ أُرْجُوَانِيٍّ بَاهِتٍ، هِيَ الْمَرَّةُ الْأُولَى الَّتِي يَرَاهَا فِيهَا هَانْ يِي، وَلَكِنَّ قَلْبَهُ قَفَزَ فَجْأَةً وَظَهَرَ الِاسْمُ الْمُنَاسِبُ.
عُرُوقُ الْبَلُّورَاتِ الْأَصْلِيَّةِ.
مَا يُسَمَّى بِعُرُوقِ الْبَلُّورَاتِ الْأَصْلِيَّةِ، هِيَ أَمَاكِنُ خَاصَّةٌ جِدًّا فِي الْفَوْضَى، وَقَدْ يَكُونُ مِنْ الْمُمْكِنِ أَنْ تَنْشَأَ، وَتَحْتَوِي الْعُرُوقُ عَلَى بَلُّورَاتٍ أَصْلِيَّةٍ، وَلِذَا تُسَمَّى عُرُوقَ الْبَلُّورَاتِ الْأَصْلِيَّةِ.
تَقُولُ الْأُسْطُورَةُ أَنَّ الْأَمَاكِنَ الَّتِي تَنْشَأُ فِيهَا عُرُوقُ الْبَلُّورَاتِ الْأَصْلِيَّةِ، قَرِيبَةٌ جِدًّا مِنْ مَكَانِ مَصْدَرِ عَالَمِ الْفَوْضَى، بَلْ، هِيَ مُجَرَّدُ شَقٍّ يَتَسَرَّبُ إِلَى الْخَارِجِ مِنْ مَكَانِ مَصْدَرِ عَالَمِ الْفَوْضَى، وَالْعُرُوقُ الَّتِي تَنْشَأُ خَارِجَ الشَّقِّ.
مِثْلَمَا أَنَّ لِكُلِّ عَالَمٍ كَبِيرٍ مَكَانَ مَصْدَرٍ، وَيُمْكِنُ أَنْ تَنْشَأَ الْبَلُّورَاتُ الْأَصْلِيَّةُ فِي مَكَانِ الْمَصْدَرِ.
وَلَدَى عَالَمِ الْفَوْضَى الرُّوحِيِّ الطَّاوِيِّ أَيْضًا مِثْلُ هَذَا الْمَكَانِ الْمَصْدَرِ، وَلَكِنَّ مُسْتَوَاهُ وَدَرَجَتُهُ عَالِيَانِ جِدًّا، وَمِنَ الْمُؤَكَّدِ أَنَّهُ تَحْتَ سَيْطَرَةِ سَيِّدِ الْعَالَمِ، وَحَتَّى لَوْ تَسَرَّبَتْ مِنْهُ نَسْمَةٌ، فَإِنَّهَا قَادِرَةٌ عَلَى خَلْقِ الْكَثِيرِ مِنْ عُرُوقِ الْبَلُّورَاتِ الْأَصْلِيَّةِ، وَتَوَلِيدِ الْبَلُّورَاتِ الْأَصْلِيَّةِ.
كَانَ هَانْ يِي قَدْ فَهِمَ مِنْ قَبْلُ أَنَّ عَالَمَ الْفَوْضَى الرُّوحِيِّ الطَّاوِيَّ بِأَكْمَلِهِ، لَا يُمْكِنُ أَنْ تَنْشَأَ فِيهِ مِثْلُ هَذِهِ الْعُرُوقِ إِلَّا فِي طَائِفَةِ الْإِلَهِ الطَّاوِيِّ وَنَجْمِ الْإِلَهِ الْأَجْدَرِ، وَلَمْ يَتَوَقَّعْ أَنَّهُ يُمْكِنُ أَيْضًا الْعُثُورُ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْعُرُوقِ فِي قَصْرِ الشَّيْطَانِ الْبِدَائِيِّ.
عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ عُرُوقَ الْبَلُّورَاتِ الْأَصْلِيَّةِ أَمَامَهُ كَانَتْ مُتَشَقِّقَةً، وَلَمْ يَكُنْ حَجْمُهَا كَبِيرًا، وَكَانَ طُولُهَا ثَلَاثَةَ أَمْيَالٍ فَقَطْ، وَكَانَتْ أَنْفَاسُ الْمَصْدَرِ مُشَتَّتَةً، إِلَّا أَنَّ تَكْرِيرَهَا إِلَى بَلُّورَاتٍ أَصْلِيَّةٍ سَيَكُونُ كَثِيرًا بِالتَّأْكِيدِ، وَلَا عَجَبَ أَنَّهَا قَادِرَةٌ عَلَى إِثَارَةِ قِتَالٍ وَمُشَاجَرَةٍ بَيْنَ إِلَهَيْنِ سَمَاوِيَّيْنِ مِنْ الرُّتْبَةِ الْعُلْيَا.
بَعْدَ أَنْ دَارَتْ أَفْكَارُهُ، تَحَرَّكَ بِشَكْلٍ عَنِيفٍ، وَتَحَوَّلَ إِلَى جَسَدٍ إِلَهِيٍّ يَبْلُغُ ارْتِفَاعُهُ عَشَرَةَ آلَافِ قَامَةٍ، ثُمَّ انْقَضَّ بِقُوَّةٍ، وَاسْتَوْلَى عَلَى جَمِيعِ السَّلَاسِلِ الْجَبَلِيَّةِ الْمُتَشَقِّقَةِ فِي يَدِهِ.
بِمَا أَنَّهُ سَيَسْت
معلومات عن الموقع
معلومات عن موقعنا
معلومات عن الموقع