الفصل 808
مَجَالُ القَدَرِ الإِلَهِيّ، وَإِنْ كَانَ فِي مَهْدِهِ، إِلَّا أَنَّ مَا أَظْهَرَهُ مِنْ قُدْرَةٍ فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ، كَانَ خَارِقًا لِلْعَادَةِ بِشَكْلٍ كَبِير.
فِي هَذَا الْمَجَالِ الْإِلَهِيّ، كُلُّ مَنْ وَقَعَ فِيهِ، يَجِدُ نَفْسَهُ فِي مَجْمُوعَةٍ مِنَ الْفَرَغَاتِ الْمُعَزَّلَة، يَنْغَمِسُ تَمَامًا فِي تَرْتِيبَاتِ الزَّمَنِ وَالْقَدَر، وَلَا يَسْتَطِيعُ الْخُرُوجَ مِنْهَا.
لَمَّا رَأَى هَانْ يِي أَنَّ نَمُوذَجَ الْمَجَالِ الْإِلَهِيّ لَهُ تَأْثِيرٌ جَيِّدٌ إِلَى هَذَا الْحَدّ، كَانَ رَاضِيًا تَمَامَ الرِّضَا.
عِنْدَمَا يَخْلُقُ كِتَابَهُ الْإِلَهِيَّ الْمُنَاسِبَ لِمُسْتَوَى الْإِلَهِ الْأَعْلَى، وَيُعَزِّزُ الْمَجَالَ الْإِلَهِيّ، حِينَئِذٍ، لَا تَقُلْ مُجَرَّدُ رُهْبَانِ مَرْتَبَةِ “وُجُودٍ لَا يُقَاس”، بَلْ حَتَّى الْآلِهَةُ الْعُلْيَا، قَدْ يَقَعُونَ فِي الْفَخّ.
وَلَكِنْ فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ بِالذَّات، رَفَعَ حَاجِبَيْهِ، وَفِي أَعْمَاقِ عَيْنَيْهِ، وَسَطَ الْفَرَغَاتِ الْمُتَدَاخِلَة، اهْتَزَّتْ إِحْدَى الْفَرَغَاتِ فَجْأَةً، ثُمَّ انْكَسَرَت.
الرَّاهِبُ الْمُقَيَّدُ فِي هَذَا الْفَرَاغِ، هُوَ بِالضَّبْطِ رَئِيسُ قَبِيلَةِ وَيْن رِن، وَهُوَ أَيْضًا الْأَقْوَى فِي قَبِيلَةِ وَيْن رِن، وَيْن رِن هُو.
وَلَكِنَّ مَا أَثَارَ دَهْشَةَ هَانْ يِي، هُوَ أَنَّ وَيْن رِن هُو لَمْ يَكْسِرْ مَجَالَهُ الْإِلَهِيَّ بِقُوَّتِهِ الْخَاصَّة، بَلْ لِسَبَبٍ آخَر.
فِي أَعْمَاقِ مَعْبَدِ أَجْدَادِ وَيْن رِن، جَالِسًا عَلَى مَقْعَدِ رَئِيسِ الْقَبِيلَة، وَسَطَ جَسَدِ وَيْن رِن هُو، قَفَزَتْ فَجْأَةً عُمْلَةٌ نُحَاسِيَّةٌ قَدِيمَة، مُتَوَهِّجَةً بِضَوْءٍ نُحَاسِيّ، هَذَا الضَّوْءُ كَسَرَ الْمَجَالَ الْإِلَهِيَّ الْمُحِيطَ بِهِ، وَأَعَادَ إِلَى عَيْنَيْهِ الْجَامِدَتَيْنِ، صَفَاءَهُمَا.
تَغَيَّرَ وَجْهُ وَيْن رِن هُو الَّذِي اسْتَعَادَ صَفَاءَهُ، وَتَصَاعَدَ الرُّعْبُ إِلَى أَقْصَى دَرَجَاتِهِ فِي لَحْظَة.
أَمْسَكَ بِهَذِهِ الْعُمْلَةِ النُّحَاسِيَّةِ الْقَدِيمَةِ الَّتِي قَفَزَتْ مِنْ دَاخِلِهِ، وَحَرَّكَهَا بِخِفَّة.
فَجْأَةً!! بَدَا أَنَّ الْفَضَاءَ يَتَمَوَّجُ، وَظَهَرَتْ شُقُوقٌ عَمِيقَة، وَفِي نِهَايَةِ الشُّقُوق، كَانَتْ الْمَجَرَّةُ شَاسِعَة، وَالنُّجُومُ مُتَلَأْلِئَة.
فَضَاءُ نَجْمِ الْإِلَهِ الْأَزَلِيّ مُسْتَقِرّ، وَحَتَّى تَمَوُّجَاتُ مَقْبَرَةِ الطُّرُقِ لَا يُمْكِنُ أَنْ تُحْدِثَ تَغَيُّرَاتٍ فَضَائِيَّة، وَلَكِنْ تَحْتَ تَحْرِيكِ هَذِهِ الْعُمْلَةِ النُّحَاسِيَّةِ الْقَدِيمَةِ بِخِفَّة، بَدَا الْأَمْرُ وَكَأَنَّهُ صُنِعَ مِنْ وَرَق.
ضَغَطَ وَيْن رِن هُو عَلَى الْعُمْلَة، بِعَزْمٍ وَإِصْرَار، وَاصْطَدَمَ بِالشَّقِّ مُبَاشَرَة، وَيَبْدُو أَنَّ هَذَا هُوَ الطَّرِيقُ الْوَحِيدُ لِلْحُصُولِ عَلَى شُعَاعٍ مِنَ الْأَمَل.
فِي السَّمَاءِ الْعَالِيَة، تَوَهَّجَتْ عَيْنَا هَانْ يِي بِضَوْءٍ إِلَهِيّ، وَقَلَبَ يَدَهُ، وَظَهَرَ الرُّمْحُ الْإِلَهِيُّ الْمُذَهَّبُ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ أَصْبَحَ الرُّمْحُ ضَخْمًا جِدًّا، مِثْلَ عَمُودٍ عِمْلَاق، وَطَعَنَ بِهِ إِلَى الْأَسْفَل.
دَوِيّ!!
تَمَّ كَسْرُ الْهَالَةُ الرُّوحِيَّةُ الْمُنْتَشِرَةُ فَوْقَ مَعْبَدِ أَجْدَادِ وَيْن رِن بِسُهُولَة، وَقُبَّةُ الْمَعْبَدِ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تَمْنَعَ هَجَمَاتِ عَدَدٍ قَلِيلٍ مِنْ قِمَمِ “وُجُودٍ لَا يُقَاس” دُونَ أَنْ تَنْكَسِر، لَمْ يَكُنْ لَهَا أَدْنَى تَأْثِيرٍ عَلَى رُمْحِ “يُو غْوَانْغ” الْإِلَهِيّ، وَتَمَّ اخْتِرَاقُهَا مُبَاشَرَة.
قُوَّةُ “يُو غْوَانْغ”، كَانَتْ جَارِفَة، وَدَخَلَتْ مُبَاشَرَةً إِلَى أَعْمَاقِ الْمَعْبَد، وَقَتَلَتْ شُيُوخًا لَا يُحْصَوْنَ مِنْ مَرْتَبَةِ “وُجُودٍ لَا يُقَاس” غَارِقِينَ فِي الْمَجَالِ الْإِلَهِيّ الْقَدَرِيّ.
ثُمَّ اصْطَدَمَ مُبَاشَرَةً بِالشَّقِّ الَّذِي انْكَسَرَ بِسَبَبِ الْعُمْلَةِ النُّحَاسِيَّةِ الْقَدِيمَة، وَلَكِنَّهُ كَانَ عَلَى وَشْكِ الْإِغْلَاق، مِمَّا جَعَلَ الشَّقَّ يَسْتَمِرُّ لِلَحْظَة.
فِي لَحْظَةٍ، اخْتَفَى شَخْصُ هَانْ يِي فِي السَّمَاءِ الْعَالِيَة، وَظَهَرَ أَمَامَ الشَّقّ، وَأَمْسَكَ بِرُمْحِ “يُو غْوَانْغ”، وَانْقَضَّ وَدَخَلَ الشَّقّ.
فِي اللَّحْظَةِ التَّالِيَة، الْتَأَمَ الشَّقّ.
قَبْلَ أَنْ يَلْتَئِمَ الشَّقّ، وَصَلَ صَوْتٌ إِلَى ذِهْنِ نَانْ غُونْغ هَاو فِي السَّمَاءِ الْعَالِيَة.
“انْتَظِرْنِي حَتَّى أَقْتُلَ وَيْن رِن هُو، وَآخُذَ الْأَدَاةَ الْقَدِيمَة، ثُمَّ سَأَعُود”.
أَوْمَأَ نَانْ غُونْغ هَاو بِرَأْسِهِ، وَنَظَرَ إِلَى قَبِيلَةِ وَيْن رِن الَّتِي كَانَتْ فِي فَوَضَى عَارِمَةٍ فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ بِسَبَبِ تَدْمِيرِ مَعْبَدِ الْأَجْدَاد، وَفِي عَيْنَيْهِ، كَانَ هُنَاكَ قَدْرٌ لَا نِهَائِيٌّ مِنَ الْقَتْل، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ هَانْ يِي لَمْ يَقُلْ أَيَّ شَيْءٍ آخَرَ قَبْلَ مُغَادَرَتِهِ، إِلَّا أَنَّ هَذِهِ الرِّحْلَةَ كَانَتْ لِتَدْمِيرِ قَبِيلَةِ وَيْن رِن، ذَهَبَ هَانْ يِي لِمُطَارَدَةِ وَيْن رِن هُو، وَبِالطَّبْعِ سَيَكُونُ دَوْرُهُ فِي الْهَجْمَة.
“اِقْتُلْ!!”
خَرَجَ مِنْ فَمِهِ صَوْتٌ بَارِدٌ مُشْبَعٌ بِمَعْنَى لَا نِهَائِيٍّ مِنَ الْقَتْل، ثُمَّ أَخْرَجَ سَيْفَ “نَانْ لِي” الْإِلَهِيّ، وَقَتَلَ دَاخِلَ قَبِيلَةِ وَيْن رِن، وَقَتَلَ الْعَدِيدَ مِنَ الشَّخْصِيَّاتِ الَّتِي صَعِدَتْ.
سَيْفُ “نَانْ لِي” الْإِلَهِيّ، هُوَ الْأَدَاةُ الْقَدِيمَةُ لِقَبِيلَةِ نَانْ غُونْغ، هَذِهِ الْأَدَاةُ الْقَدِيمَةُ، هِيَ أَسَاسُ الْقَبِيلَة، وَهِيَ أَيْضًا أَسَاسُ تَأْسِيسِهَا.
وَلَدَى قَبِيلَةِ وَيْن رِن أَيْضًا أَدَاةٌ قَدِيمَة، وَهِيَ مِطْرَقَةٌ نُحَاسِيَّةٌ عِمْلَاقَة، اسْمُهَا مِطْرَقَةُ “تْشِينْ فِينْغ” الْعِمْلَاقَة، هَذِهِ الْأَدَاةُ الْقَدِيمَة، مَوْجُودَةٌ عَلَى جَسَدِ وَيْن رِن هُو.
جَاءَ هَانْ يِي هَذِهِ الْمَرَّةَ لِتَدْمِيرِ قَبِيلَةِ وَيْن رِن، مِنْ نَاحِيَةٍ لِتَسْوِيَةِ الْحِسَابَات، وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فَمِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْأَدَاةِ الْقَدِيمَة.
فِي قَبِيلَةِ الْإِلَهِ الْأَزَلِيّ، يُحْظَرُ عَلَى الْآلِهَةِ الْعُلْيَا أَنْ تَسْتَوْلِيَ عَلَى الْأَدَوَاتِ الْقَدِيمَةِ لِلْجَمَاعَاتِ التَّابِعَةِ لَهَا، وَلَكِنْ إِذَا كَانَتِ الْجَمَاعَاتُ التَّابِعَةُ لَهَا، تَبْحَثُ عَنْ الْمَوْتِ بِنَفْسِهَا، وَفَعَلَتْ أَشْيَاءً حَمْقَاء، مِثْلَمَا فَعَلَتْ قَبِيلَةُ وَيْن رِن هَذِهِ الْمَرَّةَ بِتَوْظِيفِ قَتَلَةِ عُشِّ الْآلِهَةِ لِقَتْلِ هَانْ يِي، فَقَدْ مَسَّتْ غَضَبَ الْإِلَهِ الْأَزَلِيّ، وَتَدْمِيرُ هَانْ يِي لِقَبِيلَةِ وَيْن رِن، وَالِاسْتِيلاءُ عَلَى أَدَوَاتِ وَيْن رِن الْقَدِيمَة، مَسْمُوحٌ بِهِ ضِمْنِيًّا أَيْضًا.
السَّبَبُ فِي إِخْبَارِ أُورْفَانْغ هِي لِهَانْ يِي بِحَقِيقَةِ عُشِّ الْآلِهَة، هُوَ أَيْضًا الْمُوافَقَةُ الضِّمْنِيَّةُ عَلَى قِيَامِ هَانْ يِي بِالِاسْتِيلاءِ عَلَى الْأَدَاةِ الْقَدِيمَةِ لِقَبِيلَةِ وَيْن رِن.
وَفِي اللَّحْظَةِ الَّتِي هَرَبَ فِيهَا وَيْن رِن هُو، لَمْ يَتَرَدَّدْ هَانْ يِي، وَثَبَّتَ الشَّقّ، وَطَارَدَهُ، وَإِذَا تَرَكَ وَيْن رِن هُو يَهْرُب، فَسَيَكُونُ مِنْ الصَّعْبِ الْحُصُولُ عَلَى أَحَدِ أَهْدَافِ هَذِهِ الرِّحْلَة، أَيْ مِطْرَقَةُ “تْشِينْ فِينْغ” الْعِمْلَاقَة، وَهَذَا مَا لَا يُرِيدُ أَنْ يَرَاهُ عَلَى الْإِطْلَاق.
فَوْقَ مَعْبَدِ أَجْدَادِ وَيْن رِن الْمُدَمَّر، أَخْرَجَ نَانْ غُونْغ هَاو سَيْفَ “نَانْ لِي” الْإِلَهِيّ، وَاجْتَاحَ ضَوْءُ السَّيْفِ مَسَاحَةً تَبْلُغُ عَشَرَاتِ الْآلَافِ مِنَ الْأَمْيَال، وَتَمَّ قَتْلُ عَدَدٍ لَا يُحْصَى مِنْ “وُجُودٍ لَا يُقَاس” وَرُهْبَانِ “الْخَلْق” وَحَتَّى الرُّهْبَانِ ذَوِي الْمَرْتَبَةِ الْأَدْنَى مِنْ قَبِيلَةِ وَيْن رِن الَّذِينَ وَصَلُوا، وَانْفَجَرُوا مِثْلَ النُّجُوم، وَسَقَطُوا، وَأَثَارُوا ضَوْءًا إِلَهِيًّا يَمْلَأُ السَّمَاء.
عَلَى الْجَانِبِ الْآخَر.
دَخَلَ هَانْ يِي بِشَجَاعَةٍ إِلَى الشَّقّ، وَرَأَى فِي الْفَضَاءِ الْمُظْلِمِ الْعَمِيق، خُيُوطًا إِلَهِيَّةً غَرِيبَةً، تَنْطَلِقُ فِي الْفَضَاء، وَتَمُرُّ بِجَانِبِهِ، هَذِهِ الْخُيُوطُ، هِيَ ظَوَاهِرُ غَرِيبَةٌ فِي الْفَضَاءِ الْعَمِيقِ فَوْقَ نَجْمِ الْإِلَهِ الْأَزَلِيّ.
تَحَرَّكَ بِسُرْعَةٍ، وَلَمْ يَجْرُؤْ عَلَى أَنْ تُصِيبَهُ هَذِهِ الْخُيُوط، لِأَنَّ قُوَّةَ هَذِهِ الْخُيُوط، غَيْرُ مُحَدَّدَة، الضَّعِيفَةُ مِنْهَا يُمْكِنُ حَتَّى لِأَفْرَادِ قَبِيلَةِ الْإِلَهِ الْأَزَلِيّ فِي مَرْتَبَةِ “الْأَصْلِ الْأَوَّلِيّ” أَنْ يَتَصَدَّوْا لَهَا، وَالْقَوِيَّةُ مِنْهَا، حَتَّى الْآلِهَةُ الْعُلْيَا، سَيُصَابُونَ.
فِي الْمُقَدِّمَةِ فِي الْفَضَاءِ الْمُظْلِم، وَيْن رِن هُو الَّذِي يُمْسِكُ بِالْعُمْلَةِ النُّحَاسِيَّةِ الْقَدِيمَة، لَاحَظَ شَيْئًا مَا، وَاسْتَدَارَ بِشِدَّة، وَعَكَسَتْ عَيْنَاهُ صُورَةَ هَانْ يِي وَهُوَ يُطَارِدُهُ، وَتَقَلَّصَتْ عَيْنَاهُ بِجُنُون، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ بِشِدَّة.
تَحَوَّلَتْ نَظْرَتُهُ إِلَى شَرِسَة، وَظَهَرَ فَجْأَةً ضَوْءٌ دَمَوِيٌّ عَلَى ذِرَاعِهِ الَّتِي تُمْسِكُ بِالْعُمْلَةِ النُّحَاسِيَّةِ الْقَدِيمَة، وَهَذَا الضَّوْءُ الدَّمَوِيّ الَّذِي ظَهَرَ، تَمَّ امْتِصَاصُهُ بِجُنُونٍ مِنْ قِبَلِ الْعُمْلَة.
يَبْدُو أَنَّ وَيْن رِن هُو يُغَذِّي الْعُمْلَةَ بِنَفْسِهِ، وَيَسْتَعِدُّ لِتَنْشِيطِهَا.
تَجَمَّدَ وَجْهُ هَانْ يِي فِي الْخَلْف، وَيُمْكِنُهُ أَنْ يَلْمَسَ الْهَالَةَ الْقَدِيمَةَ وَالْعَرِيقَةَ عَلَى هَذِهِ الْعُمْلَة، وَحَقِيقَةَ أَنَّ هَذِهِ الْعُمْلَةَ يُمْكِنُ أَنْ تَكْسِرَ فَضَاءَ نَجْمِ الْإِلَهِ الْأَزَلِيّ، لَا بُدَّ أَنَّهَا غَيْرُ عَادِيَةٍ إِلَى أَقْصَى الْحُدُود.
فِي اللَّحْظَةِ الَّتِي كَانَ فِيهَا هَانْ يِي مُتَيَقِّظًا فِي دَاخِلِهِ، أَطْلَقَتِ الْعُمْلَةُ الَّتِي امْتَصَّتِ الدَّمَ مِنْ جَسَدِ وَيْن رِن هُو، فَجْأَةً ضَوْءًا نُحَاسِيًّا، وَاهْتَزَّ الضَّوْء، وَفَجْأَةً ظَهَرَ مَمَرٌّ فِي الْفَضَاءِ الْمُظْلِم، وَكَانَ هَذَا الْمَمَرُّ فَوْقَ الْعُمْلَة، وَكَانَ وَجْهُ وَيْن رِن هُو شَاحِبًا بِسَبَبِ فُقْدَانِ كَمِّيَّةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ الدَّمِ فِي وَقْتٍ قَصِير، وَلَكِنْ بَعْدَ رُؤْيَةِ الْمَمَرّ، دَخَلَ فِيهِ مُبَاشَرَةً دُونَ أَنْ يُفَكِّر.
عَبَرَ هَانْ يِي الْفَضَاءَ الْمُظْلِمَ لِلتَّوِّ، وَوَصَلَ إِلَى خَلْفِ وَيْن رِن هُو، وَلَمْ يَتَرَدَّدْ أَيْضًا، وَأَمْسَكَ بِرُمْحِ “يُو غْوَانْغ”، وَدَخَلَ الشَّقَّ بِجَسَدِهِ كَامِلًا.
بَيْنَ تَغَيُّرَاتِ الْفَضَاء، فَجْأَةً جَذَبَتْ قُوَّةٌ قَوِيَّةٌ هَانْ يِي، وَأَسْقَطَتْهُ إِلَى الْأَسْفَل، وَيَبْدُو أَنَّهُ يَخْتَرِقُ طَبَقَةً سَمِيكَةً جِدًّا.
فَجْأَة.
عِنْدَمَا بَذَلَ هَانْ يِي قُصَارَى جُهْدِهِ لِلْحِفَاظِ عَلَى شَكْلِهِ، وَاسْتَقَرَّ، وَجَدَ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ فِي فَضَاءٍ نَجْمِيّ.
بِسَبَبِ الْحَذَر، لَمْ يُطْلِقْ حَاسَّتَهُ الرُّوحِيَّةَ عَلَى الْفَوْر، وَلَكِنْ بِالِاعْتِمَادِ عَلَى بَصَرِهِ فَقَط، يُمْكِنُهُ أَنْ يَرَى ثَلَاثَةَ أَنْظِمَةٍ كَوْكَبِيَّة، وَفِي هَذِهِ الْأَنْظِمَةِ الثَّلَاثَة، لَاحَظَ تَمَوُّجَاتِ الْحَيَاة.
هَذَا جَعَلَهُ مُتَحَيِّرًا قَلِيلًا فِي دَاخِلِهِ.
فِي عَالَمِ “دَاو لِينْغ” الْفَوْضَوِيّ، نَادِرًا مَا تُرَى عَالَمُ الْكَوَاكِب، وَمُعْظَمُ الْعَوَالِمِ مَوْجُودَةٌ فِي شَكْلٍ مُسْتَدِير، وَهِيَ مَزِيجٌ مِنَ الْقَارَّاتِ وَالْفَضَاءِ.
مِثْلَ عَالَمِ “يُو هِينْغ” الَّذِي عَبَرَهُ فِي الْبِدَايَة، وَقَارَّةِ “جِي غُو” الْقَدِيمَةِ جِدًّا فِي وَقْتٍ لَاحِق، وَالْعَوَالِمِ الْأُخْرَى فِي الْفَوْضَى، وَقَارَّةِ “دَاو شِينْ” وَغَيْرِهَا.
الْوَحِيدُ الْأَكْثَرُ خُصُوصِيَّة، هُوَ نَجْمُ الْإِلَهِ الْأَزَلِيّ، نَجْمُ الْإِلَهِ الْأَزَلِيّ، هُوَ أَكْبَرُ كَوْكَبٍ فِي عَالَمِ “دَاو لِينْغ” الْفَوْضَوِيّ، وَهُوَ أَيْضًا تَقْرِيبًا الشَّكْلُ الْكَوْكَبِيُّ الْوَحِيدُ بَيْنَ الْعَدِيدِ مِنَ الْقُوَى الْعَظِيمَةِ عَلَى مُسْتَوَى سَادَةِ الْمَجَالَات.
وَمَعَ ذَلِك، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ الْفَضَاءَ الْمَوْجُودَ فِيهِ فِي هَذِهِ اللَّحْظَة، يَحْتَوِي أَيْضًا عَلَى الْعَدِيدِ مِنَ الْكَوَاكِب، إِلَّا أَنَّهَا لَيْسَتْ كَبِيرَة، وَهِيَ أَشْبَهُ بِفَضَاءِ الْكَوَاكِبِ الْكَوْنِيِّ فِي الْعَصْرِ التِّكْنُولُوجِيِّ فِي الْحَيَاةِ السَّابِقَة.
فَجْأَةً ظَهَرَتْ عَلَى وَجْهِهِ ابْتِسَامَةٌ سَاخِرَة، لِأَنَّهُ قَدِ اكْتَشَفَ فِي حَافَةِ الْبَصَر، شَخْصًا يَهْرُبُ إِلَى أَعْمَاقِ الْفَضَاءِ، وَهَذَا الشَّخْص، هُوَ وَيْن رِن هُو بِالضَّبْط.
تَحَرَّكَ جَسَدُ هَانْ يِي، وَطَارَدَ وَيْن رِن هُو.
فِي الْوَقْتِ نَفْسِه، انْتَشَرَتْ حَاسَّتُهُ الرُّوحِيَّة، نَحْوَ جَمِيعِ الِاتِّجَاهَات، بِبُطْء.
لَيْسَ بِحَاجَةٍ إِلَى شُعُورٍ مُسْبَق، وَلَكِنْ مِنْ الْوَاضِحِ جِدًّا أَنَّ هَذَا الْفَضَاءَ النَّجْمِيّ، لَيْسَ فِي مَجَالِ “دَاو” الْفَوْضَوِيِّ الطَّبِيعِيّ، وَقَدْ يَكُونُ مَوْجُودًا فِي مَكَانٍ سِرِّيّ، مِثْلَ الْحَجَرِ الْأَثَرِيِّ السَّابِعِ لِـ “دَاو لِينْغ” الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ هُوَ وَلِي تْشِيَانْ كُون، أَوْ الْفَضَاءِ الْغَرِيبِ الَّذِي وَقَعَ فِيهِ عِنْدَمَا طَارَدَ “غُو تْشِيُونْغ يِينْ”.
هَذِهِ الْفَرَغَات، غَيْرُ طَبِيعِيَّة، وَلِكُلٍّ مِنْهَا شَكْلُ وُجُودٍ خَاصّ.
مَا يُرَى فِي هَذِهِ اللَّحْظَة، يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَيْضًا مِثْلَ هَذِهِ الْفَرَغَات.
وَلَكِنَّ الْيَوْمَ مُخْتَلِفٌ عَنِ الْأَيَّامِ الْخَوَالِي، فَقَدْ تَرَقَّى إِلَى مَرْتَبَةِ الْإِلَهِ الْأَعْلَى، وَمِنْ نَاحِيَةِ الْقُوَّةِ الْقِتَالِيَّة، يُعْتَبَرُ وَاقِفًا فِي الْمُسْتَوَى الْأَعْلَى مِنْ هَذَا الْعَالَمِ الْفَوْضَوِيّ، وَفِي أَيِّ قُوَّةٍ عَظِيمَة، لَيْسَ شَخْصًا يُمْكِنُ الِاسْتِغْنَاءُ عَنْهُ.
لِذَا، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ مُتَيَقِّظ، إِلَّا أَنَّهُ لَا يَخَاف.
تم نشر الفصل على موقع riwayat-word.com
كُلُّ مَا فِي الْعَالَمِ النَّجْمِيّ، فِي نِطَاقِ حَاسَّتِهِ الرُّوحِيَّة، كَانَ فِي إِحْسَاسِهِ، وَتَمَّ الْتَقَاطُ الْعَدِيدِ مِنَ الْكَوَاكِبِ وَالنُّجُومِ الثَّابِتَةِ وَحَتَّى الثُّقُوبِ السَّوْدَاءِ وَالنُّجُومِ النُّيُوتْرُونِيَّةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْأَجْرَامِ السَّمَاوِيَّةِ الْخَطِيرَة.
بَيْنَمَا كَانَ يُحَافِظُ عَلَى حَاسَّتِهِ الرُّوحِيَّة، وَيَسْتَكْشِفُ الْفَضَاءَ الْمُحِيط، كَانَ يُطَارِدُ وَيْن رِن هُو الَّذِي يَهْرُبُ إِلَى الْأَمَام.
بِقُوَّتِهِ الْحَالِيَّة، لَنْ يَسْتَغْرِقَ الْأَمْرُ سِوَى لَحْظَةٍ لِلَّحَاقِ بِوَيْن رِن هُو، وَلَكِنْ عِنْدَمَا كَانَ عَلَى وَشْكِ اللِّحَاقِ بِهِ فِي كُلِّ مَرَّة، كَانَتِ الْعُمْلَةُ النُّحَاسِيَّةُ الْقَدِيمَةُ فِي يَدِ وَيْن رِن هُو، تُطْلِقُ ضَوْءًا، وَتَنْقُلُهُ إِلَى الْأَمَام، وَتُبْعِدُهُ عَنْ هَانْ يِي.
وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ يَنْتَقِلُ فِيهَا، يَكُونُ وَجْهُ وَيْن رِن هُو أَكْثَرَ شُحُوبًا.
رَأَى هَانْ يِي الَّذِي كَانَ يُطَارِدُ فِي الْخَلْف، أَنَّ وَيْن رِن هُو يَسْتَهْلِكُ قُوَّةَ حَيَاتِهِ، وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ يَفْقِدُ فِيهَا قُوَّةَ حَيَاتِهِ، يَكُونُ أَضْعَف.
عِنْدَمَا شَعَرَ هَانْ يِي أَنَّ وَيْن رِن هُو بِهَذَا الِاسْتِهْلَاكِ الشَّدِيدِ لِقُوَّةِ الْحَيَاة، لَنْ يَتَحَمَّلَ طَوِيلًا عَلَى الْإِطْلَاق، ظَهَرَ فِي يَدِ وَيْن رِن هُو الْأُخْرَى، بِلَّوْرَةٌ زَرْقَاءُ بَاهِتَة، وَهَذِهِ الْبِلَّوْرَة، تَحْتَوِي عَلَى قُوَّةِ حَيَاةٍ مُضْغَطَةٍ إِلَى أَقْصَى الْحُدُود.
تَوَهَّجَتْ عَيْنَا هَانْ يِي فَجْأَةً.
“بِلَّوْرَةُ الْمَصْدَر، وَيْن رِن هُو يَمْتَلِكُ بِلَّوْرَةَ الْمَصْدَر”.
انْفَجَرَتْ نِيَّةُ هَانْ يِي فِي الْقَتْلِ فِي قَلْبِه، لَقَدْ فَعَلَ الْكَثِيرَ مِنْ أَفْعَالِ الْقَتْلِ وَسَلْبِ الْكُنُوز، وَمَا قَتَلَهُ هُوَ الْعَدُو، وَالْكُنُوزُ الَّتِي سَلَبَهَا، إِذَا كَانَتْ بِلَّوْرَةَ الْمَصْدَر، فَسَيَكُونُ أَكْثَرَ إِثَارَة.
دَوِيّ!!
تَدَفَّقَتِ الْقُوَّةُ الْإِلَهِيَّة، وَارْتَفَعَتْ سُرْعَتُهُ إِلَى الْأَعْلَى، وَعَبَرَ الْفَضَاءَ النَّجْمِيَّ الَّلَا نِهَائِيّ، وَقَتَلَ نَحْوَ وَيْن رِن هُو.
وَفِي الْوَاقِع، بَعْضُ تَخْمِينَاتِ كِبَارِ شُيُوخِ مَعْبَدِ أَجْدَادِ وَيْن رِن، أَصَابَتِ الْهَدَفَ عَنْ طَرِيقِ الصُّدْفَة، أَخَذَ وَيْن رِن هُو بِلَّوْرَةَ مَصْدَرِ مِيَاهِ السَّمَاءِ مِنْ الْمُحِيطِ الْخَارِجِيِّ لِلْأَثَر، وَأَنْفَقَ تِسْعَ بِلَّوْرَاتٍ فَقَطْ لِتَوْظِيفِ إِلَهٍ أَعْلَى مِنْ عُشِّ الْآلِهَة، وَالْبِلَّوْرَاتُ الْأَرْبَعُ الْمُتَبَقِّيَة، كَانَتْ فِي حَوْزَتِهِ، وَقَبْلَ وَقْتٍ لَيْسَ بِالْبَعِيدِ اسْتَخْدَمَ وَاحِدَةً عِنْدَمَا كَانَ يَتَدَرَّب، وَلَدَيْهِ ثَلَاثٌ عَلَى جَسَدِهِ فِي هَذِهِ اللَّحْظَة.
هَذِهِ الْبِلَّوْرَاتُ الثَّلَاث، تُسَمَّى بِلَّوْرَاتُ مَصْدَرِ مِيَاهِ السَّمَاءِ.
وَهَذَا الْعَالَمُ النَّجْمِيّ، هُوَ بِالضَّبْطِ ذَلِكَ الْأَثَرُ الْخَاصُّ الَّذِي اكْتَشَفَتْهُ قَبِيلَةُ وَيْن رِن، وَالْعُمْلَةُ النُّحَاسِيَّةُ الْقَدِيمَةُ فِي يَدِ وَيْن رِن هُو، هِيَ مِفْتَاحُ فَتْحِ هَذَا الْأَثَر.
زَادَ هَانْ يِي سُرْعَتَهُ فَجْأَة، مِمَّا جَعَلَ عَيْنَيْ وَي
معلومات عن الموقع
معلومات عن موقعنا
معلومات عن الموقع