الفصل 446

## الفصل 446. لا يطاق (1)

المترجمة: أورا / المدقق اللغوي: تيني زيبرا

“بما أنه أخبرني عن هروب الدوق الأكبر ليليتانغ وألمح إلى أنني وافقت على عقوبته، فلا بد أن شيئًا ما قد حدث أثناء سجن الدوق الأكبر يقلق هاينري من أن ينكشف.”

استنتج سوفيشو وهو يتمشى في غرفته.

بعد لقائه بالإمبراطور هاينري، غمره الغضب ولم يتمكن من التفكير بوضوح. بمجرد أن هدأ، تمكن من قراءة نوايا هاينري الحقيقية.

‘سوفيشو الشاب قادر على التفكير مثل الإمبراطور هاينري لأن أعمارهم العقلية متشابهة.’

تأمل الماركيز كارل في دهشة وأقر بذلك.

“من المرجح أن يكون جلالتكم على حق. لا بد أن الدوق الأكبر ليليتانغ قد أصيب أثناء سجنه. سواء كان ذلك عن قصد أو عن طريق الخطأ.”

توقف سوفيشو لتحليل الوضع مرة أخرى. بعد فترة، ابتسم ببرود.

“حتى لو لم يكن هذا ما حدث، فلا يهم. علينا فقط أن نجد الدوق الأكبر ليليتانغ أولاً ونضع قصتنا بشكل صحيح.”

“هذا صحيح يا جلالة الملك.”

مع اتخاذ القرار، قرع سوفيشو الجرس الصغير لاستدعاء ‘خدمه’،

“حدث تغيير في الخطط. أريد منكم جميعًا أن تركزوا على معرفة مكان وجود الدوق الأكبر ليليتانغ بدلاً من التحقيق في ظاهرة تدهور المانا.”

“يا جلالة الملك؟”

“إذا كنت في مكان الإمبراطور هاينري، لكنت أخفيت أي دليل يربطني بتدهور المانا. إنها مشكلة أكثر خطورة من مشكلة الدوق الأكبر.”

“هذا صحيح.”

“بما أنه لن يكون من السهل العثور على دليل على تورطه في الأمر السابق، فلنضللهم عن طريق…”

“ماذا تقصد يا جلالة الملك؟”

“أعتقد أنهم يعرفون بالفعل نوايانا وقد يكونون يأملون في نصب فخ. سنتظاهر بالاستمرار في البحث عن أدلة حول تدهور المانا، لكن هدفنا الآن سيكون العثور على الدوق الأكبر ليليتانغ.”

***

من أجل معرفة مكان وجود الدوق الأكبر، احتاج سوفيشو إلى السماح لـ ‘خدمه’ بالتحرك بحرية. للقيام بذلك، غادر القصر الإمبراطوري معهم، مما سمح لهم بالتفرق على طول الطريق.

دخل حانة يرتادها عامة الناس وطلب مشروبًا، دون نية شربه.

في المرة الأخيرة التي ذهب فيها سوفيشو إلى حانة، تشاجر، لذلك رافقه الماركيز كارل هذه المرة.

ترك النادل كأسين من الخمر وصينية جبن على الطاولة.

دفع سوفيشو الكؤوس عرضًا نحو الماركيز كارل، بينما وضع صينية الجبن أقرب إليه. ابتسم بارتياح.

“آمل أن نحقق نتائج جيدة اليوم.”

“نعم.”

أومأ الماركيز كارل برأسه وهو يراقب الخمر أمامه. لم يعتقد أن سوفيشو يجب أن يشرب أي كحول لأنه سقط من النافذة وهو في حالة سكر.

“ما الأمر يا كارل؟ ألا يمكنك شرب الكحول؟”

“لماذا أعطيتني كأسك؟”

“هذا الخمر مر.”

“والوجبات الخفيفة…”

“أنا أحبها.”

على الرغم من أن الماركيز كارل كان مترددًا في شرب الكثير، إلا أنه لم يكن لديه خيار، لذلك تناول الكأس الأول.

في هذه الأثناء، نظر سوفيشو حوله وهو يلتهم الجبن. حتى أنه بدا مستمتعًا بلحن الكمان السريع الذي يعزفه الموسيقي.

عندما لاحظه الماركيز كارل، تمنى أن ينسى سوفيشو نافيير قريبًا ويبدأ في الاستمتاع بهذه المتع الصغيرة في الحياة مرة أخرى.

ولكن بمجرد أن خطرت هذه الفكرة في ذهنه، وصلت إلى أذنيه محادثة غير سارة قريبة.

“كان جلالته مهملاً بعض الشيء حتى عندما كان أميرًا، لكنه لم يكن قاسيًا، أليس كذلك؟”

“ماذا تقول؟ كانت هناك دائمًا شائعات حول قسوته.”

تم نشر الفصل على موقع riwayat-word.com
“هذا صحيح، مثل الشائعة التي تقول إنه يختلط بالقراصنة…”

“ماذا تتوقع من شخص يصادق رجلاً مثل الدوق إلغي…”

“لا، الأمر مختلف الآن. كانت أفعاله قاسية حقًا. لم يكن كافيًا بالنسبة له أن يحبس زوجة أخيه ويدفعها إلى الانتحار، بل قضى أيضًا على عائلتها بأكملها.”

“لكن جلالته لم يحبس ويقتل الأبرياء. يبدو الأمر مضللاً بعض الشيء عندما تطرحه بهذه الطريقة.”

.

“نعم، إنها مثل قصة غير مكتملة. ارتكبت عائلة زيمينسيا العديد من الجرائم.”

“أعتقد أنه على حق. بغض النظر عن نوع الشخص الذي ربما كان عليه جلالته من قبل، لا يمكن إنكار أنه أصبح باردًا وقاسيًا بعد وصول الإمبراطورة نافيير.”

“لا، كانت هناك دائمًا شائعات بأن جلالته كان كذلك. أنت تنسى ما يقال عن وفاة الملك السابق.”

“شش!”

“الأشخاص الساحرون سيغيمون على حكم أي شخص. أنا قلق من أن جلالته ينجرف وراء سحر الإمبراطورة نافيير.”

تأوه الماركيز كارل في داخله.

‘ليس الآن!’

نظر إلى سوفيشو، الذي كان يراقب مجموعة السكارى عن كثب.

كان سوفيشو يضع ساقًا على ساق وكان يهز ساقه بشكل أسرع في كل مرة يسمع فيها ملاحظات سلبية حول نافيير. على الرغم من أن معظم السكارى كانوا يقفون إلى جانب نافيير، إلا أنه لم يستطع تجاهل كلمات معارضيها.

أسرع الماركيز كارل في استدعاء النادل لأنه خشي أن يتشاجر سوفيشو مرة أخرى.

“ما هي الأطعمة الأخرى الموجودة هنا؟ أريد المزيد. كلها! أسرع!”

مد حفنة من العملات المعدنية، وأحضر النادل طعامهم مباشرة.

“تفضل.”

دفع الماركيز كارل الصينية بسرعة أمام سوفيشو، الذي أخذ قطعة بسكويت وقضمها بقوة. أقوى من اللازم للعض على قطعة بسكويت. كما لو كان يطحن أسنانه بغضب.

أصبح الماركيز كارل أكثر قلقًا وحاول طمأنة سوفيشو.

“لا داعي للاهتمام بمثل هذه التفاهات. لطالما وصف عامة الناس نافيير بأنها قاسية القلب، على الرغم من أنها تفي بواجباتها على أكمل وجه.”

لكن ذلك كان عبثا. وضع سوفيشو قطعة بسكويت أخرى في فمه مرة أخرى، ومضغها بقوة وابتلعها.

“أنا لا أحبه.”

“عفوًا؟”

“أنا لا أحب هاينري.”

على الأقل هذه المرة لم ينهض سوفيشو للقتال. شعر الماركيز كارل ببعض الارتياح وسرعان ما دفع صينية أخرى من الطعام نحوه.

“لماذا تزوجت نافيير من وغد كهذا؟”

“…”

“سيتم محاصرة الإمبراطورية الغربية عندما يصبح تورطها في تدهور المانا معروفًا. هل من المنطقي أن تبقى هنا عندما لا يقدرها الناس؟ لا أعتقد ذلك.”

أضاف سوفيشو باقتناع،

“السبب الوحيد الذي جعل نافيير تتزوج من وغد مثل هاينري هو أنها كانت غاضبة مني.”

“يا جلالة الملك…”

“بصراحة، أنا أفضل منه بكثير.”

“هذا صحيح.”

بالنسبة للماركيز كارل، كان سوفيشو في ذلك اليوم مشابهًا لهاينري، لكنه لا يزال يقف إلى جانب سوفيشو.

عندما تذكر سوفيشو كيف حاول هاينري تحريف قضية الدوق الأكبر لصالحه، أصبح أكثر استياءً.

“الرجال الآخرون غير مناسبين لامرأة مثل نافيير، لكن هاينري هو الأسوأ بينهم جميعًا.”

امتلأت عينا سوفيشو بالعزم.

“الأمر واضح لي الآن. يجب أن أستعيد نافيير بأي ثمن.”

أصبح الماركيز كارل قلقًا بعض الشيء. وتساءل عن مدى سوء المحادثة التي دارت بالأمس بين سوفيشو والإمبراطور هاينري حتى ازداد كره سوفيشو أكثر.

نظرًا لأن سوفيشو الحالي كان مدفوعًا بعواطفه أكثر من ذاته البالغة، فقد كان الماركيز كارل قلقًا من أنه لن يكون قادرًا على التنبؤ بأفعاله.

كما قال سوفيشو الليلي، كان من الضروري الجمع بين شخصيتيهما المنفصلتين في أقرب وقت ممكن.

‘ولكن كيف؟’

لم يتوقف الماركيز كارل عن التفكير في الأمر طوال الطريق إلى القصر.

في المقابل، كان سوفيشو يشعر بالاشمئزاز من شعب الإمبراطورية الغربية الذين أطلقوا على نافيير لقب ‘الإمبراطورة المتعطشة للدماء التي تهيمن على الإمبراطور هاينري الكسول’.

بعد المشي في صمت لفترة من الوقت، التفت سوفيشو إلى الماركيز كارل.

“كارل.”

“نعم يا جلالة الملك.”

“استعلم عن الأشخاص المقربين من الدوق زيمينسيا. ابحث عن أي أقارب ما زالوا على قيد الحياة، حتى أولئك الذين أداروا ظهورهم له بعد سقوطه، مفيدون.”