الفصل 270

## الفصل 270. شخصية هاينلي الأخرى (1)

**ترجمة: أورا / تحرير: ساوارين**
تم نشر الفصل على موقع riwayat-word.com

كان الكرسي خفيفًا وبلا ظهر، لكن الخادمة لوحت به بكل قوتها، لذا كان من الممكن أن تصاب راشتا بجروح خطيرة إذا ضربت. حمّت راشتا بطنها بغريزة، ودفعت الفيكونتيسة فيردي الخادمة على عجل من الجانب. مر الكرسي بجانب جبهة راشتا. ثم فقدت الخادمة، التي لوحت بالكرسي بكل جسدها، توازنها وسقطت على الأرض مع الكرسي. “آه!” غطت راشتا بطنها، وتكوّرت، وصرخت. عندما شعر الخدم الذين شهدوا هذا المشهد بالرعب وأثاروا ضجة، اقتحم الحراس خارج الباب غرفة النوم. “يا صاحبة الجلالة!” هرعوا لرفع راشتا بذعر، وهم يرون الإمبراطورة تتألم، والكرسي المكسور على الأرض والخادمة غاضبة. حاولت الخادمة التي لوحت بالكرسي الاندفاع نحو راشتا مرة أخرى، لكن الحراس قيدوها على عجل وضغطوا بها على الأرض. كانت الخادمة تتخبط وعيناها تشتعلان. كان غضبها أكبر من خوفها. في هذه المرحلة، أرادت القضاء على راشتا بأي ثمن. ومع ذلك، لم تكن ندًا للحراس الأشداء والأقوياء. لمست راشتا جبهتها وهي تحدق في الخادمة. شعرت بالدوار وبطنها ينبض، ولكن قبل كل شيء، كانت جبهتها تؤلمها كثيرًا. وضعت الفيكونتيسة فيردي منديلها على جرح راشتا وأمرت أحد الحراس. “أحضر طبيب القصر!” عندما اندفع الحارس إلى الخارج، سألت راشتا: “طبيب القصر؟” بدت وكأنها لا تعرف أنها تنزف من جبهتها. “أعتقد أنكِ أصبتِ بجرح في جبهتكِ.” لم تدرك راشتا أن يدها ملطخة بالدماء حتى سمعت كلمات الفيكونتيسة فيردي. عند رؤية يدها الحمراء، شحب وجه راشتا. بعد حوالي خمس عشرة دقيقة، ظهر طبيب القصر، وبعد خمس عشرة دقيقة أخرى ظهر سوفيشو. “يا صاحب الجلالة…” نهضت راشتا، التي كان يعتني بها طبيب القصر، بمجرد دخول سوفيشو وتحدثت على وشك البكاء: “يؤلمني كثيرًا يا صاحب الجلالة…” شعرت راشتا بالارتياح لرؤية وجهه، ولكن في الوقت نفسه، شعرت بالخوف. يجب معاقبة الخادمة بشدة لمحاولتها اغتيال أحد أفراد العائلة الإمبراطورية، لكن راشتا كانت قلقة من أنها ستتحدث عن إعدام والدها. في حادثة ديليز، أمرت راشتا بقطع لسانها بمجرد وقوع الحادث لمنعها من التحدث. هذه المرة، اقتحم الحراس غرفة النوم فجأة وكان الدم يتدفق من جبهتها، لذلك نسيت أن تغلق فم الخادمة. “ماذا حدث؟” سأل سوفيشو في دهشة وهو يرى جبهة راشتا: “هاجمت خادمة صاحبة الجلالة.” “هل الإصابة خطيرة؟” “لحسن الحظ لا، ولكن…” بينما تلاشت نهاية كلمات طبيب القصر، اقترب سوفيشو من السرير وأزاح الشعر عن جبهة راشتا. لم يكن من الممكن رؤية الإصابة بسبب الضمادة. “لديها جرح في جبهتها.” “هل الجرح عميق؟” “سأبذل قصارى جهدي، ولكن… أخشى أن يترك ندبة.” نظرت راشتا إلى طبيب القصر في دهشة. لم يذكر هذا لراشتا، لذلك اكتشفت الأمر للتو. “ندبة؟” وضع سوفيشو يديه على كتفي راشتا المندهشة المرتعشتين. “يمكن أن تتلاشى الندبة مع مرور الوقت. من دواعي الارتياح أنها مجرد ندبة صغيرة.” كانت راشتا على وشك أن تصرخ في وجهه بأن وجود ندبة على وجهها ليس مدعاة للارتياح، لكن سوفيشو كان يسأل طبيب القصر بالفعل سؤالاً آخر. “والطفل؟” “بخير، لكن أعتقد أنه من الأفضل توخي الحذر.” أومأ سوفيشو برأسه بارتياح وغادر غرفة النوم لدخول غرفة صغيرة حيث كانت الخادمة محبوسة. كانت الخادمة راكعة على ركبتيها، ويدها مقيدتان بإحكام خلف ظهرها من قبل الحراس. كانت الخادمة ذكية. بمجرد دخول سوفيشو، صرخت بسرعة بدلاً من الاعتذار أو الشكوى. “يا صاحب الجلالة، الإمبراطورة أعدمت والدي!” عند سماع كلماتها، رفع سوفيشو حاجبيه على الفور. “ما الذي تتحدثين عنه؟” “الإمبراطورة أعدمت والدي كعقاب! لقد ارتكبت خطأ، لكنه بالتأكيد لم يكن خطيرًا بما يكفي لقتلها والدي، يا صاحب الجلالة.” عبس سوفيشو. “ما الذي تتحدثين عنه؟ لم يتم إعدام أي سجين مؤخرًا.” يتطلب إعدام شخص ما موافقة سوفيشو النهائية. إذا تم إعدام شخص ما، فمن المستحيل ألا يعرف سوفيشو. والأكثر من ذلك إذا كان الإعدام سيتم بأمر من الإمبراطورة. “لكن صاحبة الجلالة قالت…” في تلك اللحظة ظهرت راشتا وتدخلت على عجل: “هذه الخادمة خائفة لأنها نشرت شائعة غريبة عن راشتا، يا صاحب الجلالة. راشتا لم تقتل أحداً. راشتا لن تفعل شيئًا فظيعًا كهذا.” شحب وجه الخادمة عند تلك الكلمات. تنهد سوفيشو وأشار إلى أحد الحراس للتحقيق وإعداد تقرير عما حدث. بينما كان يريد تقريرًا دقيقًا عما حدث، كان يعرف تقريبًا ما كان يحدث. لقد فهم غضب الخادمة عند سماع خبر وفاة والدها المفترضة، لكن هذا لا يعني أنه يمكنها مهاجمة الإمبراطورة بكرسي، وهي حامل بالإمبراطور القادم. حتى أنها جرحت جبهتها. كانت هذه جريمة خطيرة بما يكفي لتستحق الإعدام، حتى لو ارتكبها نبيل رفيع المكانة. “إنه لأمر مؤسف، لكن الجريمة جريمة. أولاً، اسجنوا تلك الخادمة.” بعد إعطاء هذا الأمر، أعاد سوفيشو راشتا إلى غرفة نومها ونصحها. “راشتا، لا يمكنك إعدام شخص ما على عجل إلا إذا كان ذلك مرتبطًا بقتل أحد أفراد العائلة المالكة.” “حتى لو كانت الإمبراطورة؟” “حتى لو كانت الإمبراطورة.” “لكن يا صاحب الجلالة، بدأت الخادمة شائعة مفادها أن راشتا شخص غريب. أرادت تدمير صورة الإمبراطورة…” “ومع ذلك، لا يمكن للمرء أن يعدم شخصًا على عجل.” “على الرغم من أن راشتا لم تكن الإمبراطورة عندما كان الفيكونت لانغديل…” “طعنك بسكين وتم القبض عليه متلبساً.” انفجرت راشتا في البكاء ووضعت يديها على رأسها المتألم. “يا صاحب الجلالة أنت بارد جداً. كل ما تفعله هو توبيخ راشتا، أنت لا تهتم على الإطلاق.” تنهد سوفيشو مرة أخرى وربت على رأس راشتا. “لا يمكن إعدام تلك الخادمة ولا والدها على عجل.” “لم آمر بإعدام والدها!” “كلمات فارغة أم لا، لقد قلتِها. بالنسبة لأولئك الذين يعتبرون أن لديكِ القدرة على تنفيذها، فلن تبدو أبدًا ككلمات فارغة.” “! ” “لقد اكتشفت ذلك… هناك الكثير مما لا تعرفينه للتعامل مع هذا المنصب.” فوجئت راشتا بملاحظة سوفيشو القاسية. “يا صاحب الجلالة؟” هز سوفيشو رأسه وخرج لاستدعاء الفيكونتيسة فيردي وحراسها. بعد لحظات، عاد وأصدر تعليمات لهم أمام راشتا. “من الآن فصاعدًا، إذا قررت راشتا إيذاء أي شخص بالاعتماد على منصبها كـ ‘إمبراطورة’، يجب إبلاغي قبل تنفيذ أوامرها. من يخالف هذا، سيتحمل المسؤولية كاملة.” شعرت راشتا بإهانة شديدة. لم تستطع أن تصدق أنه أحضرهم إلى هنا ليقول هذا. الآن سيفترض موظفو قصر الإمبراطورة أن الإمبراطورة ليس لديها سلطة! ‘لقد وضع جلالته الشرف قبل الحب.’ تركت راشتا مكتئبة تبكي وحدها في غرفة نومها. هل تلاشى حبه أم أنه كان دائمًا هكذا؟ اعتبرت أنه من السخف أن يوبخها سوفيشو ويهينها عندما كانت الضحية. ‘لا. لم يكن دائمًا هكذا. إيفيلي؟ ربما بسبب تلك الفتاة المسماة إيفيلي.’ لا، كانت راشتا متأكدة. بعد أن وقع في حب تلك الفتاة، تغير سوفيشو. شهقت راشتا لفترة من الوقت، ولكن بسبب الألم النابض في جبهتها سرعان ما تعافت. الألم، بدوره، سمح لها بإدراك حقيقة الوضع.

إذا وجدت أي أخطاء (روابط معطلة، محتوى غير قياسي، إلخ…)، يرجى إخبارنا حتى نتمكن من إصلاحها في أقرب وقت ممكن. نصيحة: يمكنك استخدام مفاتيح لوحة المفاتيح اليسرى واليمنى و A و D للتصفح بين الفصول.

عزز تجربة القراءة الخاصة بك عن طريق إزالة الإعلانات مقابل أقل من دولار واحد!

إزالة الإعلانات من دولار واحد