الفصل 539
## الترجمة العربية:
دَوِيُّ المَدَافِعِ يَمْلَأُ الأُفُق، وَأَضْوَاءُ النَّارِ تَغْمُرُ السَّمَاء.
قَذِيفَةٌ تِلْوَ الأُخْرَى، وَتَعْوِيذَةٌ تِلْوَ الأُخْرَى، تَقْطَعُ السَّمَاءَ، وَتَهْوِي عَلَى مَوَاقِعِ الْعَدُو.
دَبَّابَاتُ الْبُخَارِ السِّحْرِيَّةِ تَزْأَرُ، وَمَدَافِعُ أُونُوسَ السِّحْرِيَّةِ تَدْوِي، وَالْغُوبْلِينُ الْمَجَانِينُ يَقُودُونَ بَدَلَاتِ الْهَيَاكِلِ الْخَارِجِيَّةِ الْمِيكَانِيكِيَّةِ، وَيَنْدَفِعُونَ بِبَسَالَةٍ نَحْوَ الْأَمْوَاتِ الْأَحْيَاءِ، وَسَطَ صَرِيرٍ وَضَجِيجٍ، كَأَنَّهَا عَلَى وَشْكِ الِانْهِيَارِ فِي أَيِّ لَحْظَةٍ. جَحَافِلُ الْأَمْوَاتِ الْأَحْيَاءِ الْهَائِلَةُ، الْكَثِيفَةُ، تَغْمُرُ الْأَرْضَ، وَتَبْدُو مُصَمِّمَةً عَلَى تَدْمِيرِ كُلِّ مَا يَقِفُ فِي طَرِيقِهَا.
إِنَّهُ مَهْرَجَانٌ عَظِيمٌ، فَالَّدَمُ وَالْحَيَاةُ لَا قِيمَةَ لَهُمَا فِي هَذِهِ الْمَعْرَكَةِ.
سَوَاءٌ كَانُوا الْغُوبْلِينُ الْمَجَانِينُ، أَمِ الْجِنُّ الْهَادِئُونَ الْحَكِيمُونَ، أَمْ أَمْوَاتُ أُونُوسَ الْأَحْيَاءُ، أَمْ أَمْوَاتُ الْعُرُوقِ الْمُتَبَايِنَةُ، فَإِنَّهُمْ جَمِيعًا يَسْتَمْتِعُونَ بِهَذِهِ الْمَعْرَكَةِ.
وَفِي خِضَمِّ الْفَوْضَى، لَيْسَ الْغُوبْلِينُ هُمُ الْأَكْثَرَ هَيَجَانًا وَإِثَارَةً وَسَعَادَةً، وَلَا أَمْوَاتُ أُونُوسَ الْأَحْيَاءُ الْمُنْدَفِعُونَ بِصَمْتٍ، بَلِ الْهَيَاكِلُ الْعَظْمِيَّةُ الْمُتَوَحِّشَةُ! هَؤُلَاءِ الْأَشْرَارُ يَنْعَمُونَ بِنَشْوَةٍ تَصِلُ إِلَى حَدِّ الصُّعُودِ إِلَى السَّمَاءِ.
فِي أَيِّ مَعْرَكَةٍ، يَكُونُونَ الْأَسْرَعَ انْدِفَاعًا، وَالْأَشَدَّ ضَرَاوَةً، وَالْأَكْثَرَ قِتَالًا حَتَّى الْمَوْتِ، وَالْأَكْثَرَ سُقُوطًا فِي الْمَعْرَكَةِ.
مَعَ كُلِّ مَعْرَكَةٍ، يَكُونُ مُعَدَّلُ تَطَوُّرِ الْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ الْمُتَوَحِّشَةِ مُذْهِلًا، وَيَتَجَاوَزُ بِكَثِيرٍ مُعَدَّلَ تَطَوُّرِ الْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ ذَاتِ الْعُرُوقِ الْأُخْرَى، وَكُلَّمَا كَانَتِ الْمَعْرَكَةُ أَكْثَرَ فَوَضَوِيَّةً وَتَوَحُّشًا، كُلَّمَا كَانَ مُعَدَّلُ تَطَوُّرِ الْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ الْمُتَوَحِّشَةِ أَسْرَعَ.
بَعْدَ خَسَارَةِ عَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ الْقُوَّاتِ، شَكَّلَتِ الْهَيَاكِلُ الْعَظْمِيَّةُ الْمُتَوَحِّشَةُ اسْتِقْطَابًا نَمَطِيًّا جِدًّا – مُجَنَّدُونَ جُدُدٌ ضِعَافٌ، وَنُخْبَةٌ مُحَنَّكَةٌ تَطَوَّرَتْ إِلَى مُقَاتِلِينَ أَقْوِيَاءَ.
تُصَفِّي سَاحَةُ الْمَعْرَكَةِ الضُّعَفَاءَ، وَتُبْقِي عَلَى الْأَقْوِيَاءِ.
الْمِدْفَعُ الْجَبَلِيُّ الْهَيْكَلِيُّ الْعَظْمِيُّ الْمُتَوَحِّشُ الْأَوَّلِيُّ، وَسَطَ عَمَلِيَّاتِ التَّطَوُّرِ الْمُتَكَرِّرَةِ، وَصَلَ إِلَى دَرَجَةٍ مِنَ التَّطَوُّرِ يُمْكِنُ مُقَارَنَتُهَا بِالْفَحْمِ الْهَيْكَلِيِّ الْعَظْمِيِّ الدَّاكِنِ، وَبِطَرِيقَةٍ مَا، تَفَوَّقَتْ قُدْرَةُ الْمِدْفَعِ الْجَبَلِيِّ الْقِتَالِيَّةُ عَلَى قُدْرَةِ الْفَحْمِ.
لَقَدْ أَصْبَحَ هَذَا الشَّخْصُ أَكْثَرَ مَا يَخْشَاهُ نَادِيَا “مِطْرَقَةُ الْحَرْبِ” وَ “مَنْجَمُ الذَّهَبِ”، وَكُلَّمَا دَخَلَ الْمَيْدَانَ وَهُوَ يَقُودُ نُخْبَةَ الْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ الْمُتَوَحِّشَةِ التَّابِعَةَ لَهُ مُبَاشَرَةً، فَإِنَّ ذَلِكَ يَعْنِي مَعْرَكَةً شَدِيدَةَ الْبَأْسِ، وَقَدْ يَتِمُّ تَدْمِيرُ قُوَّةِ النَّادِي بِأَكْمَلِهَا فِي مَعْرَكَةٍ وَاحِدَةٍ.
كَانَ لِي زِيُو يُرَاقِبُ الْمِدْفَعَ الْجَبَلِيَّ وَهُوَ يَتَطَوَّرُ خُطْوَةً بِخُطْوَةٍ، وَكُلَّمَا نَظَرَ إِلَيْهِ، كُلَّمَا ازْدَادَ حَيْرَةً، فَقَدْ أَصْبَحَتْ صُورَةُ الْمِدْفَعِ الْجَبَلِيِّ تُشْبِهُ الشَّيْطَانَ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ، وَأَصْبَحَتْ مُشَابِهَةً لِلْأَرْوَاحِ الشَّيْطَانِيَّةِ الْهَيْكَلِيَّةِ الْعَظْمِيَّةِ الْمُتَشَكِّلَةِ مِنْ عِظَامِ الشَّيَاطِينِ، لَا، بَلْ إِنَّ صُورَتَهُ أَكْثَرَ تَرْوِيعًا مِنْ صُورَةِ الرُّوحِ الشَّيْطَانِيَّةِ الْهَيْكَلِيَّةِ الْعَظْمِيَّةِ.
أَصْبَحَ الْمِدْفَعُ الْجَبَلِيُّ أَكْثَرَ ضَخَامَةً، وَأَكْثَرَ شَرَاسَةً، وَتَتَصَاعَدُ مِنْهُ أَلْسِنَةُ اللَّهَبِ، مِثْلَ شَيْطَانٍ خَرَجَ مِنْ حِمَمِ الْبُرْكَانِ، وَمَعَ كُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا، يَتْرُكُ أَثَرًا مُتَفَحِّمًا يَتَصَاعَدُ مِنْهُ الدُّخَانُ الْأَبْيَضُ، وَمَعَ هُبُوبِ نَسْمَةِ رِيحٍ، يَنْدَلِعُ اللَّهَبُ فِي الْأَثَرِ.
بِالْإِضَافَةِ إِلَى تَغَيُّرِ الْمَظْهَرِ، أَصْبَحَتْ شَخْصِيَّتُهُ أَكْثَرَ عُنْفًا وَتَوَحُّشًا، وَأَتْقَنَ قُوَّةَ النَّارِ وَالِانْفِجَارِ، وَكُلَّمَا انْدَفَعَ إِلَى سَاحَةِ الْمَعْرَكَةِ، بَدَا وَكَأَنَّ عَدَدًا لَا يُحْصَى مِنَ الصَّوَارِيخِ قَدْ أُطْلِقَتْ، وَتَحَلَّقَتْ فِي سَاحَةِ الْمَعْرَكَةِ، وَتَسَبَّبَتْ فِي انْفِجَارَاتٍ مُتَتَالِيَةٍ.
إِذَا كَانَ انْتِشَارُ مَجَالِ الْفَحْمِ الدَّاكِنِ يَعْنِي الْقَضَاءَ عَلَى الْعَدُوِّ بِصَمْتٍ، وَتَحْوِيلَ الْعَالَمِ إِلَى مَكَانٍ هَادِئٍ، فَإِنَّ مَا يَفْعَلُهُ الْمِدْفَعُ الْجَبَلِيُّ هُوَ حَرْثُ الْأَرْضِ بِقُنْبُلَةٍ نَوَوِيَّةٍ، وَالْقَضَاءُ عَلَى الْعَدُوِّ بِأَكْثَرَ الطُّرُقِ تَفْجِيرًا، وَذَلِكَ الْمَشْهَدُ الْبَصَرِيُّ مُبْهِرٌ بِالتَّأْكِيدِ.
الْفَيْلَقُ 150، الْفَيْلَقُ الْمِيكَانِيكِيُّ النُّخْبَوِيُّ لِنَادِيَيْ “مِطْرَقَةُ الْحَرْبِ” وَ “مَنْجَمُ الذَّهَبِ”، يَمْتَلِكُ 3000 دَبَّابَةِ بُخَارٍ سِحْرِيَّةٍ، وَ500 مِدْفَعِ بُخَارٍ ذَاتِيِّ الْحَرَكَةِ، وَ300 قَاذِفَةِ صَوَارِيخَ جِدَارِيَّةٍ حَدِيدِيَّةٍ، وَ300 طَائِرَةِ هَلِيكُوبْتَرِ قَذْفٍ قَزَمِيَّةٍ، وَ350 طَائِرَةِ قِتَالٍ جَوِّيٍّ سِحْرِيَّةٍ جِنِّيَّةٍ، وَ100 دُمْيَةٍ مَعْدِنِيَّةٍ سِحْرِيَّةٍ ثَقِيلَةِ الْوَزْنِ، وَ4000 مُقَاتِلِ آلِيٍّ غُوبْلِينِيٍّ، وَ10000 جُنْدِيِّ مُشَاةٍ قَزَمِيٍّ مُدَجَّجِينَ بِالسِّلَاحِ، وَ3000 فَيْلَقٍ سِحْرِيٍّ جِنِّيٍّ نُخْبَوِيٍّ، وَ50000 غُوبْلِينِيٍّ مُتَوَحِّشٍ.
يُمْكِنُ الْقَوْلُ بِأَنَّهُ أَقْوَى فَيْلَقٍ نَشَرَهُ نَادِيَا “مِطْرَقَةُ الْحَرْبِ” وَ “مَنْجَمُ الذَّهَبِ” فِي مَعْقِلِهِمَا، وَقَدْ جَمَعَ قُوَّاتِهِمَا النُّخْبَوِيَّةَ، وَأَفْضَلُ إِنْجَازٍ حَقَّقَهُ الْفَيْلَقُ 150 فِي الْمَنَاطِقِ الْجَبَلِيَّةِ هُوَ تَدْمِيرُ مِلْيُونِ جُنْدِيٍّ مِنَ الْأَمْوَاتِ الْأَحْيَاءِ أَرْسَلَهُمْ نُوبِيس، وَإِبَادَةُ هَؤُلَاءِ الْمِلْيُونِ بِأَكْمَلِهِمْ، مَعَ خَسَائِرَ طَفِيفَةٍ جِدًّا، أَيْ خَسَارَةُ أَقَلَّ مِنْ 10000 غُوبْلِينِيٍّ مُتَوَحِّشٍ.
فِي مُوَاجَهَةِ فَيَالِقِ الْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ ذَاتِ الْعُرُوقِ الْمُتَبَايِنَةِ الْمُتَزَايِدَةِ الْقُوَّةِ، أَرْسَلَ تِيهُوَاهَا، رَئِيسُ نَادِيَيْ “مِطْرَقَةُ الْحَرْبِ” وَ “مَنْجَمُ الذَّهَبِ”، الْفَيْلَقَ 150، وَأَقْسَمَ عَلَى الْقَضَاءِ عَلَى فَيَالِقِ الْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ ذَاتِ الْعُرُوقِ الْمُتَبَايِنَةِ الرَّئِيسِيَّةِ بِقِيَادَةِ الْفَحْمِ وَالْمِدْفَعِ الْجَبَلِيِّ.
عِنْدَمَا تَقَدَّمَ هَذَا الْفَيْلَقُ الْمِيكَانِيكِيُّ النُّخْبَوِيُّ، لَمْ يُبْدِ الْفَحْمُ وَالْمِدْفَعُ الْجَبَلِيُّ أَيَّ اهْتِمَامٍ عَلَى الْإِطْلَاقِ، بَلْ شَعَرَا بِأَنَّهُمَا أَمَامَ عَمَلٍ كَبِيرٍ، وَبَدَلًا مِنْ تَجَنُّبِ هُجُومِهِمْ، قَامَا بِقِيَادَةِ نُخْبَةِ فَيَالِقِ الْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ ذَاتِ الْعُرُوقِ الْمُتَبَايِنَةِ لِمُوَاجَهَتِهِمْ.
وَجَّهَ لِي زِيُو، الَّذِي كَانَ يُرَاقِبُ تَطَوُّرَاتِ الْوَضْعِ مِنْ أَعْلَى، نَظَرَاتِهِ نَحْوَهُمْ.
يُوهُو، مُوَاجَهَةٌ حَاسِمَةٌ مُبَكِّرَةٌ.
بَعْدَ مُشَاهَدَةٍ طَوِيلَةٍ، فَهِمَ لِي زِيُو نَادِيَيْ “مِطْرَقَةُ الْحَرْبِ” وَ “مَنْجَمُ الذَّهَبِ” قَلِيلًا، وَفِي حَالَةِ عَدَمِ تَحْرِيكِ عَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ الْمُسَافِرِينَ عَبْرَ الزَّمَنِ، فَإِنَّ الْفَيْلَقَ 150 هُوَ أَقْوَى قُوَّةٍ يُمْكِنُهُمْ إِخْرَاجُهَا، وَأَمَّا مِنْ جَانِبِهِ، فَإِنَّ نُخْبَةَ الْأَمْوَاتِ الْأَحْيَاءِ الْهَيْكَلِيَّةِ الْعَظْمِيَّةِ ذَاتِ الْعُرُوقِ الْمُتَبَايِنَةِ بِقِيَادَةِ الْفَحْمِ، قَدْ حَقَّقَتْ لَقَبَ أَقْوَى قُوَّةٍ فِي سِلْسِلَةٍ مِنَ الْمَعَارِكِ.
لَا تَنْظُرْ إِلَى أَنَّ نُوبِيس قَدْ دَمَّرَ عِدَّةَ مُدُنٍ مُتَنَقِّلَةٍ لِلْمُسَافِرِينَ عَبْرَ الزَّمَنِ، وَحَصَلَ مِنْهَا عَلَى تِقْنِيَّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ، لَكِنَّهُ يَحْتَاجُ أَيْضًا إِلَى وَقْتٍ لِتَطْوِيرِهَا، وَالْوَقْتُ الْمُتَاحُ لَهُ قَلِيلٌ جِدًّا، فَلَمْ تَرْتَقِ الْأَسْلِحَةُ وَالْمُعَدَّاتُ بَعْدُ، وَأَمَّا الْهَيَاكِلُ الْعَظْمِيَّةُ ذَاتُ الْعُرُوقِ الْمُتَبَايِنَةِ الَّتِي مَرَّتْ بِالْحَرْبِ، فَقَدْ شَهِدَتْ قُدْرَتُهَا الْقِتَالِيَّةُ تَحَسُّنًا نَوْعِيًّا، وَتَجَاوَزَتْ فَيَالِقَ الْأَمْوَاتِ الْأَحْيَاءِ الْخَاصَّةَ بِنُوبِيس.
إِذَا تَمَّ الْقَضَاءُ عَلَى الْفَيْلَقِ 150 عَلَى يَدِ الْفَحْمِ وَرِفَاقِهِ، فَسَيَفْقِدُ نَادِيَا “مِطْرَقَةُ الْحَرْبِ” وَ “مَنْجَمُ الذَّهَبِ” الْمَنَاطِقَ التَّلِّيَّةَ وَالسَّهْلِيَّةَ، وَلَنْ يَتَمَكَّنَا إِلَّا مِنَ الِانْسِحَابِ إِلَى الْمَنَاطِقِ الْجَبَلِيَّةِ، وَانْتِظَارِ عَوْدَةِ أَعْضَاءِ نَادِيهِمَا، ثُمَّ اسْتِغْلَالِ مِيزَةِ الْمُسَافِرِينَ عَبْرَ الزَّمَنِ لِاسْتِعَادَةِ الْأَرَاضِي.
وَإِذَا تَمَّ الْقَضَاءُ عَلَى الْفَحْمِ عَلَى يَدِ الْفَيْلَقِ 150… أُمّ، يَبْدُو أَنَّ الْمُشْكِلَةَ لَيْسَتْ كَبِيرَةً، طَالَمَا نَجَا الْفَحْمُ وَرِفَاقُهُ، فَلِي زِيُو يُمْكِنُهُ التَّدَخُّلُ فِي أَيِّ لَحْظَةٍ، وَتَقْدِيمُ الدَّعْمِ، فَإِنَّ مِلْيَارَاتِ فَيَالِقِ الْأَمْوَاتِ الْأَحْيَاءِ فِي مَمْلَكَةِ الْآلِهَةِ الْهَيْكَلِيَّةِ الْعَظْمِيَّةِ هِيَ الضَّمَانُ الْحَقِيقِيُّ.
إِنَّ الْقَضَاءَ عَلَى نَادِيَيْ “مِطْرَقَةُ الْحَرْبِ” وَ “مَنْجَمُ الذَّهَبِ” هُوَ مُجَرَّدُ أَمْرٍ يَتَوَقَّفُ عَلَى إِرَادَةِ لِي زِيُو، فَالَّذِي حَقَّقَ مَمْلَكَةَ الْآلِهَةِ لَا يَضَعُ مُسْتَوَى الْقَلْعَةِ فِي الْحُسْبَانِ عَلَى الْإِطْلَاقِ، فَضْلًا عَنْ مُسْتَوَى الْحِصْنِ، فَالنَّادِي الْمُتَوَسِّطُ، بِالنِّسْبَةِ لَهُ، هُوَ مُجَرَّدُ مَسْأَلَةِ مِقْدَارِ الْوَقْتِ الَّذِي يَسْتَغْرِقُهُ الْقَضَاءُ عَلَيْهِ.
مُنْذُ دُخُولِ نُوبِيس وَالْفَحْمِ إِلَى الْمَنَاطِقِ الْجَبَلِيَّةِ، لَمْ يَعُدْ هُنَاكَ شَكٌّ فِي الْحَرْبِ، وَسَيَكُونُ النَّصْرُ نِهَائِيًّا لِلْأَمْوَاتِ الْأَحْيَاءِ، فَالْقَوِيُّ ذُو الْمُسْتَوَى الْإِلَهِيِّ يُرَاقِبُ، وَلَنْ تَحْدُثَ نَتَائِجُ أُخْرَى.
تم نشر الفصل على موقع riwayat-word.com
عَلَى السَّهْلِ، اصْطَفَّ الْجَانِبَانِ، وَالْفَيْلَقُ 150 هُوَ فَيْلَقٌ مُرَكَّبٌ، يَحْتَوِي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَيُعَدِّلُ تَشْكِيلَاتِهِ الْقِتَالِيَّةَ بِاسْتِمْرَارٍ، وَأَمَّا الْأَمْوَاتُ الْأَحْيَاءُ، فَلَا يَزَالُونَ يَتَّبِعُونَ الْأُسْلُوبَ الْقَدِيمَ.
يَقِفُ شِيلْدْمَاوْن مَعَ مَجْمُوعَةٍ مِنَ الْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ الْبَدَنِيَّةِ فِي الْمُقَدِّمَةِ، لِيَقُومُوا بِدَوْرِ الدُّرُوعِ الْبَشَرِيَّةِ، وَيَقِفُ دَالِي مَعَ الْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ الْقُوِّيَّةِ خَلْفَهُمْ، لِيَقُومُوا بِدَوْرِ الْمَوْجَةِ الْأُولَى مِنَ الْأَمْوَاتِ الْأَحْيَاءِ الْمُنْدَفِعِينَ، أُمّ، لَا يَخْتَلِفُونَ كَثِيرًا عَنِ الْحَطَبِ، وَيَتَجَوَّلُ رَنَّر مَعَ الْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ السَّرِيعَةِ ذَهَابًا وَإِيَابًا، وَيَبْحَثُونَ عَنِ الْفُرَصِ، وَيَبْدُو مَظْهَرُهُمْ مُشَابِهًا لِتَشْكِيلَةِ الْفُرْسَانِ، وَيَقْتَحِمُونَ صُفُوفَ الْعَدُوِّ عِنْدَمَا تَسْنَحُ لَهُمُ الْفُرْصَةُ.
وَأَمَّا الْهَيَاكِلُ الْعَظْمِيَّةُ الدَّاكِنَةُ وَالْهَيَاكِلُ الْعَظْمِيَّةُ الْمُتَوَحِّشَةُ الْأَكْثَرُ نُخْبَةً، فَتَقِفُ فِي الْخَلْفِ، وَهِيَ مُسْتَعِدَّةٌ لِدُخُولِ سَاحَةِ الْمَعْرَكَةِ فِي أَيِّ لَحْظَةٍ.
بَعْدَ عِدَّةِ سَاعَاتٍ مِنَ التَّعْدِيلِ، أَصْبَحَ الْفَيْلَقُ 150 مُسْتَعِدًّا أَخِيرًا، وَشَنَّ هُجُومًا عَلَى الْأَمْوَاتِ الْأَحْيَاءِ.
دَوِيٌّ دَوِيٌّ دَوِيٌّ…
وُشْ وُشْ وُشْ…
بَدَأَتْ مَدَافِعُ الْبُخَارِ ذَاتِيَّةُ الْحَرَكَةِ بِإِطْلَاقِ النَّارِ أَوَّلًا، وَقَطَعَتِ الْقَذَائِفُ السَّمَاءَ، وَهَوَتْ عَلَى تَشْكِيلَاتِ الْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ الْبَدَنِيَّةِ وَالْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ الْقُوِّيَّةِ.
قُوَّةُ الْمَدَافِعِ هِيَ الْأَقْوَى، وَتَأْثِيرُهَا عَلَى الْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ ذَاتِ الْعُرُوقِ الْمُتَبَايِنَةِ هُوَ الْأَكْبَرُ أَيْضًا، حَتَّى الْهَيَاكِلُ الْعَظْمِيَّةُ الْبَدَنِيَّةُ وَالْهَيَاكِلُ الْعَظْمِيَّةُ الْقُوِّيَّةُ لَا يُمْكِنُهَا الصُّمُودُ، وَتَحَطَّمَ الْعَدِيدُ مِنَ الْأَمْوَاتِ الْأَحْيَاءِ فِي هُجُومِ الْمَدَافِعِ، وَتَنَاثَرَتْ شُعَلُ أَرْوَاحِهِمْ.
“هَجَمَات!”
فِي مُوَاجَهَةِ هُجُومِ الْمَدَافِعِ، لَمْ يَكُنْ لَدَى الْفَحْمِ سِوَى أَمْرٍ بَسِيطٍ، تَقَدَّمَتِ الْهَيَاكِلُ الْعَظْمِيَّةُ الْبَدَنِيَّةُ بِشَكْلٍ مُنَظَّمٍ إِلَى الْأَمَامِ، وَتَبِعَتْهَا الْهَيَاكِلُ الْعَظْمِيَّةُ الْقُوِّيَّةُ عَنْ كَثَبٍ.
أُطْلِقَتْ قَاذِفَاتُ الصَّوَارِيخِ الْجِدَارِيَّةُ الْحَدِيدِيَّةُ، وَارْتَفَعَتْ طَائِرَاتُ الْهَلِيكُوبْتَرِ الْقَزَمِيَّةُ، لِتَنْفِيذِ ضَرْبَاتٍ شَامِلَةٍ عَلَى الْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ الْبَدَنِيَّةِ وَالْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ الْقُوِّيَّةِ.
دَوَّتْ أَصْوَاتُ الِانْفِجَارَاتِ، وَانْتَشَرَ الدُّخَانُ، وَغَطَّى سَاحَةَ الْمَعْرَكَةِ بِأَكْمَلِهَا، مِمَّا جَعَلَ مِنَ الْمُسْتَحِيلِ رُؤْيَةَ مَا يَحْدُثُ بِدَاخِلِهَا.
هُبَّتْ نَسْمَةُ رِيحٍ، وَتَبَدَّدَ الْكَثِيرُ مِنَ الدُّخَانِ، وَكَشَفَتْ عَنِ الْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ الْبَدَنِيَّةِ وَالْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ الْقُوِّيَّةِ الَّتِي لَا تَزَالُ تَتَقَدَّمُ، فَالضَّرَبَاتُ الشَّامِلَةُ، بِالنِّسْبَةِ لَهُمْ، لَيْسَتْ مُفِيدَةً مِثْلَ هُجُومِ الْمَدَافِعِ، فَقَدْ كَانَتْ قُوَّتُهَا أَضْعَفَ، وَلَمْ تَكُنْ قَادِرَةً عَلَى إِزَاحَةِ الْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ الْبَدَنِيَّةِ، وَحَتَّى الْهَيَاكِلُ الْعَظْمِيَّةُ الْقُوِّيَّةُ كَانَتْ قَادِرَةً عَلَى الصُّمُودِ.
وَمِنَ الْوَاضِحِ أَنَّ الْفَيْلَقَ 150 لَمْ يَتَوَقَّعْ الْقَضَاءَ عَلَى الْفَيْلَقِ النُّخْبَوِيِّ الَّذِي أَمَامَهُمْ بِهَذِهِ الْبَسَاطَةِ، وَبَيْنَمَا كَانُوا يُوَاصِلُونَ الْإِطْلَاقَ، جَعَلُوا دَبَّابَاتِ الْبُخَارِ السِّحْرِيَّةِ فِي الْمُقَدِّمَةِ، وَبَقِيَّةَ الْفَيَالِقِ فِي الْخَلْفِ، وَشَنُّوا هُجُومًا.
حَتَّى هَذِهِ اللَّحْظَةِ، كَانَ الْفَحْمُ وَالْمِدْفَعُ الْجَبَلِيُّ لَا يَزَالَانِ مُتَمَاسِكَيْنِ، وَلَمْ يَكُونَا يَنْوِيَانِ دُخُولَ سَاحَةِ الْمَعْرَكَةِ.
وَسَطَ دَوِيِّ الْمَدَافِعِ، اصْطَدَمَ الْجَانِبَانِ أَخِيرًا عَنْ قُرْبٍ، وَدَخَلَتِ الْمَعْرَكَةُ مَرْحَلَةَ الْغَلَيَانِ، وَتَوَقَّفَتْ مَدَافِعُ وَصَوَارِيخُ الْخَصْمِ، فَلَمْ يَعُودُوا قَادِرِينَ عَلَى الْقَصْفِ الْعَشْوَائِيِّ، فَالْأَمْوَاتُ الْأَحْيَاءُ يُمْكِنُهُمُ الصُّمُودُ أَمَامَ قَصْفِهِمْ الْعَشْوَائِيِّ، وَلَكِنَّ رِفَاقَهُمْ لَنْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ الصُّمُودِ.
كَانَ هَذَا اصْطِدَامًا بَيْنَ الْفُولَاذِ وَالْعِظَامِ، وَيَبْدُو أَنَّ الْأَمْوَاتَ الْأَحْيَاءَ ذَوِي الْعُرُوقِ الْمُتَبَايِنَةِ لَيْسُوا فِي وَضْعٍ جَيِّدٍ، فَفِي مُوَاجَهَةِ الدَّبَّابَاتِ الضَّخْمَةِ وَالْمَتِينَةِ، لَمْ يَكُنْ بِإِمْكَانِ الْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ الْبَدَنِيَّةِ إِلَّا الْمُشَاهَدَةُ بِصَمْتٍ، وَالسَّمَاحُ لِلْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ الْقُوِّيَّةِ بِالطَّرْقِ عَلَيْهَا مَرَّةً تِلْوَ الْأُخْرَى.
وَجَدَتِ الْهَيَاكِلُ الْعَظْمِيَّةُ السَّرِيعَةُ فُرْصَةً، وَانْدَفَعَتْ نَحْوَ مَوَاقِعِ مَدَافِعِ الْفَيْلَقِ 150، وَاشْتَبَكَتْ مَعَ حُرَّاسِهِمْ – الدُّمَى الْمَعْدِنِيَّةِ السِّحْرِيَّةِ الثَّقِيلَةِ الْوَزْنِ.
لَا تَنْظُرْ إِلَى أَنَّ هُنَاكَ 100 دُمْيَةٍ فَقَطْ، لَكِنَّ ارْتِفَاعَ هَذِهِ الدُّمَى يَصِلُ إِلَى ثَلَاثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ مِتْرًا، وَهِيَ مَصْنُوعَةٌ بِأَكْمَلِهَا مِنَ الْمَعْدِنِ، وَتَتَمَتَّعُ بِمُقَاوَمَةٍ شَدِيدَةٍ لِلْقُوَّةِ الْبَدَنِيَّةِ وَالسِّحْرِ، وَلَنْ تَتَوَقَّفَ إِلَّا إِذَا تَمَّ تَحْطِيمُ نَوَاتِهَا، وَهِيَ تُمَثِّلُ وُجُودًا صَعْبًا بِالنِّسْبَةِ لِلْهَيَاكِلِ الْعَظْمِيَّةِ السَّرِيعَةِ.
نَظَرَ الْفَحْمُ إِلَى سَاحَةِ الْمَعْرَكَةِ الْفَوْضَوِيَّةِ، وَشَعَرَ فَجْأَةً بِفُقْدَانِ الِاهْتِمَامِ.
لَا يُمْكِنُ الْقَوْلُ بِأَنَّ الْخَصْمَ لَيْسَ قَوِيًّا، وَلَكِنْ يَجِبُ أَنْ نَرَى مَعَ مَنْ نُقَارِنُهُ، فَقُوَّةُ الْخَصْمِ تَتَمَثَّلُ فِي الدِّفَاعِ وَالْقُوَّةِ النَّارِيَّةِ، وَلَكِنَّهَا لَا تَزَالُ هُجُومًا بَدَنِيًّا، وَلَيْسَ هُجُومًا سِحْرِيًّا، وَفِي نَظَرِ الْفَحْمِ، الْهُجُومُ الْبَدَنِيُّ لَيْسَ مُخِيفًا، وَلَيْسَ لَهُ أَيُّ مَعْنًى، إِنَّهَا لُعْبَةٌ وَحْشِيَّةٌ، وَطَالَمَا فَتَحَتِ الْهَيَاكِلُ الْعَظْمِيَّةُ
معلومات عن الموقع
معلومات عن موقعنا
معلومات عن الموقع