الفصل 30
## الفصل 30: مَكْمَنُ الكَنْزِ المُزْدَوَج.. سَهْمٌ مُخَبَّأٌ فِي الكُمّ
وهذه المرة، كان هدفُ “تشاو يَا” هو مَكْمَنُ الكَنْزِ المُزْدَوَج.
فمنذ القِدَم، لا يَنْفَصِلُ القِمارُ الأسودُ عن الجريمة.
وبالطبع، فإنَّ لمَكْمَنِ الكَنْزِ المُزْدَوَجِ ظَهيرًا، وهي عصابةٌ صغيرةٌ تُدعى “عصابةُ الكَنْزِ المُزْدَوَج”.
لا تَسْتَهِنْ بصِغَرِ هذه العصابة، فهي مُتَخَصِّصَةٌ في أعمالِ القِمار، وتَجْنِي الذَّهَبَ يوميًا.
ولو كان الأمرُ مُجَرَّدَ مُزاولةِ أعمالِ القِمارِ فحَسْب، لما كان فيهِ غَرَابة.
فَهَذا العالَمُ فَوضَوِيٌّ للغاية، وغالبًا ما يَتَقاتَلُ الناسُ حتَّى الموت، وبالمُقارَنَةِ بذلك، فإنَّ المُقامَرَةَ بالمالِ أمرٌ لا يَسْتَحِقُّ الذِّكر.
ولكن المُشْكِلَةَ تكمُنُ في أنَّ أساليبَ “عصابةِ الكَنْزِ المُزْدَوَج” دَنِيئَةٌ للغاية.
فَكُلَّما وَجَدُوا شَخْصًا ثَرِيًّا، وَلَيْسَ لَهُ نُفُوذ، فإنَّهم يَسْعَونَ بِكُلِّ الطُّرُقِ لإغْرَائِهِ بالدُّخولِ في اللُّعبة، ثمَّ يَلْتَهِمُونَهُ كَخِنْزِيرٍ سَمِين.
بالإضافةِ إلى ذلك، تُقْرِضُ “عصابةُ الكَنْزِ المُزْدَوَج” قُرُوضًا مُرَابَوِيَّة.
فالقَرْضُ المُرابَوِيُّ يَعْنِي أنَّكَ تَقْتَرِضُ تِسْعَةَ فِضِّيَّاتٍ وتُعِيدُ ثَلاثَةَ عَشَرَ، ويُقالُ أنَّهُ حتَّى المَلائِكَةَ لا تَسْلَمُ مِنْهُ، فَما بالُكَ بالمُواطِنِينَ العادِيِّين.
فَبَعْدَ اقْتِراضِ فِضِّيَّةٍ واحِدَة، تَتَراكَمُ الفَوائِدُ حتَّى يَعْجِزَ المَدِينُ عن السَّداد، وتُباعُ زَوْجَتُهُ وابْنَتُهُ في بُيُوتِ الدَّعَارَةِ على يَدِ “عصابةِ الكَنْزِ المُزْدَوَج”، وهَذِهِ المَآسِي لا تُحْصَى.
لِهَذا السَّبَبِ رَكَّزَ “تشاو يَا” عَلَيْهِم.
والسَّبَبُ في أنَّ “تشاو يَا” لم يَتَحَرَّكْ مِنْ قَبْلُ هو أنَّ رَئِيسَ “عصابةِ الكَنْزِ المُزْدَوَج” يَعْلَمُ أنَّهُ يَرْتَكِبُ الكثيرَ مِنَ الشُّرُور، لِذَا فَهُوَ يُرَبِّي عَدَدًا مِنَ المُجْرِمِينَ المُحْتَرِفِينَ لِحِمَايَتِهِ طَوَالَ الوَقْت.
وعلى الرَّغْمِ مِنْ أنَّ هَؤُلاءِ المُجْرِمِينَ المُحْتَرِفِينَ لَيْسَ لَدَيْهِمْ الكثيرُ مِنَ المَهَارَات، إلَّا أنَّ “تشاو يَا” لَمْ يَكُنْ مُسْتَعْجِلًا في التَّحَرُّكِ لِضَمَانِ السَّلامَة.
وحَتَّى الآن، بَعْدَ أنْ تَرَقَّى إلى مُحارِبٍ مِنَ المُسْتَوَى الثَّانِي، وازْدَادَتْ قُوَّتُهُ بِشَكْلٍ كَبِير، بَدَأَ “تشاو يَا” في التَّحَرُّك.
في الأيَّامِ التَّالِيَة، كان “تشاو يَا” يَذْهَبُ إلى مَكْمَنِ الكَنْزِ المُزْدَوَجِ كُلَّ يَوْمٍ لِيَلْعَبَ بَعْضَ الأَلْعَاب.
كان يَخْسَرُ ويَرْبَحُ خِلالَ الفَتْرَة، ولم يَكُنْ “تشاو يَا” يَهْتَمُّ بِذَلِك، بَلْ كان يُراقِبُ سِرًّا سُلُوكَ مُوَظَّفِي المَكْمَنِ وعُمَّالِهِ.
“مَنْ يَطْلُبُ العُلَا يَسْهَرُ اللَّيَالِي”، تَمَكَّنَ “تشاو يَا” أخيرًا مِنَ التَّعَرُّفِ على كَيْفِيَّةِ عَمَلِ مَكْمَنِ الكَنْزِ المُزْدَوَج.
يَفْتَحُ مَكْمَنُ الكَنْزِ المُزْدَوَجِ أَبْوَابَهُ طَوَالَ اللَّيْل، ولكن كُلَّ خَمْسَةِ أيَّامٍ يُغْلِقُ أَبْوَابَهُ في وَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ مِنَ اللَّيْل، ثمَّ يَقُومُ بِجَرْدِ حِسَابَاتِ هَذِهِ الأيَّام.
في هَذَا الوَقْتِ يَظْهَرُ رَئِيسُ “عصابةِ الكَنْزِ المُزْدَوَج”، وبَعْدَ الانْتِهَاءِ مِنَ الجَرْدِ يَأْخُذُ الفِضَّةَ ويَغَادِر.
وهَذِهِ هي الفُرْصَةُ المُناسِبَةُ لِلتَّحَرُّك.
لأنَّ “تشاو يَا” تَعَرَّفَ على مَسْكَنِ رَئِيسِ “عصابةِ الكَنْزِ المُزْدَوَج” “شُو يِينْغ”.
ولكنَّ “تشاو يَا” اكْتَشَفَ أنَّ “شُو يِينْغ” حَذِرٌ للغَايَة، ولديهِ الكَثِيرُ مِنَ المَسَاكِن، ولا يَعْرِفُ أَحَدٌ أيْنَ سَيَظْهَرُ اللَّيْلَة.
لِذَا تَخَلَّى “تشاو يَا” عَنْ فِكْرَةِ مُهاجَمَةِ المَقَرِّ الرَّئِيسِيِّ مُبَاشَرَةً، واخْتَارَ أنْ يَبْدَأَ في مَكْمَنِ الكَنْزِ المُزْدَوَج.
سُرْعَانَ ما وَصَلَ الوَقْتُ إلى اليَوْمِ الَّذِي يُغْلِقُ فِيهِ مَكْمَنُ الكَنْزِ المُزْدَوَجِ أَبْوَابَهُ.
في هَذَا اليَوْمِ لَمْ يَذْهَبْ “تشاو يَا” إلى أيِّ مَكَان، وعَادَ إلى المَنْزِلِ مُبَكِّرًا، وبَعْدَ الانْتِهَاءِ مِنَ التَّمَارِينِ اليَوْمِيَّةِ اسْتَلْقَى على السَّرِيرِ وتَظَاهَرَ بالنَّوْم.
وعِنْدَمَا حَلَّتِ السَّاعَةُ الثَّانِيَةُ بَعْدَ مُنْتَصَفِ اللَّيْل، نَهَضَ “تشاو يَا” بِهُدُوء، وغَيَّرَ مَلابِسَهُ اللَّيْلِيَّة، وأَحْضَرَ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ الضَّرُورِيَّة، وتَأَكَّدَ مِنْ عَدَمِ وُجُودِ أيِّ تَقْصِيرٍ ثُمَّ غَادَرَ المَنْزِل.
سُرْعَانَ ما وَصَلَ “تشاو يَا” إلى زُقَاقٍ صَغِيرٍ لَيْسَ بِبَعِيدٍ عَنْ مَكْمَنِ الكَنْزِ المُزْدَوَج.
نَظَرَ إلى الدَّاخِل، ووَجَدَ أنَّ المَكْمَنَ قَدْ أُغْلِقَ بالفعل، وأنَّ الضَّوْءَ مُضَاءٌ فَقَطْ في الطَّابِقِ الثَّانِي.
لَمْ يَمُرَّ “تشاو يَا” عَبْرَ الشَّارِعِ الرَّئِيسِيِّ الأمَامِيّ.
لأنَّ “عصابةَ الكَنْزِ المُزْدَوَج” لَيْسَتْ حَمْقَاء، ومِنَ المُؤَكَّدِ أنَّهَا سَتُرْسِلُ أشْخَاصًا لِلْحِرَاسَة.
وإذا مَرَّ هَكَذَا، فَسَوْفَ يَنْكَشِفُ أَمْرُهُ.
تَرَاجَعَ “تشاو يَا” إلى عُمْقِ الزُّقَاق، وقَفَزَ بِخِفَّةٍ إلى سَطْحِ المَنْزِل، ثُمَّ انْطَلَقَ بِسُرْعَة، وسُرْعَانَ ما الْتَفَّ مِنْ فَوْقِ سَطْحِ المَنْزِلِ إلى خَلْفِ مَكْمَنِ الكَنْزِ المُزْدَوَج.
هُنَاكَ كَانَ قَرِيبًا جِدًّا مِنْ نَافِذَةِ مَكْمَنِ الكَنْزِ المُزْدَوَجِ الخَلْفِيَّة.
انْحَنَى “تشاو يَا” في الظَّلامِ ولم يَتَحَرَّكْ بِسُرْعَة، بَلْ كان يَسْتَمِعُ بِهُدُوء.
سَمِعَ صَوْتَ طَقْطَقَةِ العَدَّاد، ومِنَ الوَاضِحِ أنَّ شَخْصًا ما كان يَحْسِبُ الحِسَابَات.
بَعْدَ فَتْرَةٍ سَمِعَ شَخْصًا يَقُول: “عُدْ يا رَئِيس، لَقَدْ تَمَّ حِسَابُ الحِسَابَات، وإجْمَالِيُّ الأَرْبَاحِ لِهَذِهِ الأيَّامِ الخَمْسَةِ هو ثَمَانِيَةٌ وسَبْعُونَ فِضِّيَّةً وثَلاثَةُ قُرُوشٍ وتِسْعَةُ أَجْزَاءٍ مِنَ الفِضَّة، وتَأَكَّدَ أنَّهُ لا يُوجَدُ أيُّ خَطَأ”.
رَدَّ صَوْتٌ جَهِير: “حَسَنٌ جِدًّا!”.
“ضَعُوا الأَرْبَاحَ كُلَّهَا في الصُّنْدُوق”.
“حَاضِر!”.
عِنْدَمَا سَمِعَ “تشاو يَا” هَذَا، ضَيَّقَ عَيْنَيْهِ قَلِيلًا، ثُمَّ اقْتَرَبَ بِبُطْءٍ مِنَ الجِدَارِ الخَلْفِيِّ وتَسَلَّقَ إلى النَّافِذَةِ الخَلْفِيَّةِ كَالسُّلَحْفَاة.
مِنْ خِلالِ وَرَقِ النَّافِذَةِ السَّمِيك، تَمَكَّنَ “تشاو يَا” بِصُعُوبَةٍ مِنَ رُؤْيَةِ الشَّخْصِيَّاتِ المُتَحَرِّكَةِ في الدَّاخِل.
وَاحِد، اثْنَان، ثَلاثَة…
عَدَّ “تشاو يَا” ووَجَدَ أنَّ هُنَاكَ سَبْعَةَ أَشْخَاصٍ في الغُرْفَة.
الشَّخْصُ الجَالِسُ بِجِوَارِ النَّافِذَةِ يَبْدُو أنَّهُ مُحَاسِب، أمَّا البَاقُونَ الوَاقِفُونَ فَهُمْ حُرَّاس.
رَكَّزَ “تشاو يَا” بِشَكْلٍ خَاصٍّ على الشَّخْصِ الجَالِسِ في أَبْعَدِ مَكَانٍ عَنِ النَّافِذَة.
على الرَّغْمِ مِنْ أنَّهُ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنَ رُؤْيَةِ المَظْهَر، إلَّا أنَّهُ تَمَكَّنَ مِنَ مَعْرِفَةِ أنَّ هَذَا الشَّخْصَ طَوِيلُ القَامَةِ جِدًّا مِنَ الظِّل.
ورَئِيسُ “عصابةِ الكَنْزِ المُزْدَوَج” “شُو يِينْغ” هُوَ رَجُلٌ طَوِيلُ القَامَة.
سَجَّلَ “تشاو يَا” بِصَمْتٍ مَوْقِعَ كُلِّ شَخْص، ثُمَّ أَخْرَجَ كِيسًا مُطَوَّرًا مِنَ الجِيرِ مِنَ الجِرَابِ الجِلْدِيّ.
عَدَّلَ “تشاو يَا” تَنَفُّسَهُ بِصَمْت، وتَوَتَّرَتْ عضلاتُهُ كَوَتَرِ القَوْس، وحَطَّمَ النَّافِذَةَ بِقُوَّة، وأَلْقَى بِكِيسِ الجِيرِ الَّذِي في يَدِهِ إلى الدَّاخِل.
بُوم! انْفَجَرَ كِيسُ الجِير، وانْتَشَرَ الجِيرُ ومَسْحُوقُ الفُلْفُلِ الحَارِّ على الفَوْر.
عَمَّتِ الفَوْضَى الغُرْفَة، وصَرَخَ شَخْصٌ بِصَوْتٍ عَال: “هُجُوم!”.
ولكن في اللَّحْظَةِ التَّالِيَةِ اخْتَنَقَ هَؤُلاءِ الأشْخَاصُ بِسَبَبِ الجِيرِ الحَيِّ وبَدَأُوا في السُّعَالِ بِشِدَّة.
في الوَقْتِ نَفْسِهِ انْدَفَعَ “تشاو يَا” إلى الغُرْفَةِ كَالنَّمِر.
لَقَدْ بَلَّلَ قِنَاعَهُ بِزَيْتِ النَّعْنَاع، وغَطَّى عَيْنَيْهِ بِطَبَقَةٍ خَفِيفَةٍ مِنَ الشَّاش، لِذَا لَمْ يَكُنْ خَائِفًا على الإطْلاقِ مِنَ ضَبَابِ الجِيرِ الَّذِي لا يَتَبَدَّد.
بَعْدَ الاندِفَاعِ إلى الغُرْفَةِ انْطَلَقَ “تشاو يَا” مُبَاشَرَةً إلى “شُو يِينْغ” الجَالِسِ في أَبْعَدِ مَكَان.
كَانَ “شُو يِينْغ” يَخْتَنِقُ أيْضًا، ولكن لأنَّهُ كَانَ أَبْعَدَ شَخْص، فَقَدْ تَأَثَّرَ بِشَكْلٍ أَقَل.
عِنْدَمَا رَأَى شَخْصًا يَرْتَدِي مَلابِسَ سَوْدَاءَ يَنْدَفِعُ نَحْوَهُ، صَرَخَ “شُو يِينْغ” بِخَوْف.
“أَوْقِفُوه!”.
في الوَاقِعِ لَمْ يَكُنْ بِحَاجَةٍ إلى التَّحَدُّث، فَقَدْ انْدَفَعَ اثْنَانِ مِنَ المُجْرِمِينَ المُحْتَرِفِينَ بالفعل.
هَؤُلاءِ الأشْخَاصُ مُعْتَادُونَ على التَّجْوَالِ في العَالَم، وعلى الرَّغْمِ مِنْ أنَّهُمْ قَدْ أُخِذُوا على حِينِ غِرَّة، إلَّا أنَّ كِيسًا وَاحِدًا مِنَ الجِيرِ الحَيِّ لَمْ يَكُنْ قَادِرًا على إيذَائِهِم.
بَعْدَ لَحَظَاتٍ قَلِيلَةٍ مِنَ الذُّعْر، اسْتَعَادَ اثْنَانِ مِنْهُمْ هُدُوءَهُمَا، ثُمَّ انْدَفَعَا إلى “تشاو يَا” ورَفَعَا أَسْلِحَتَهُمَا وطَعَنَاه.
اسْتَخْدَمَ هَذَانِ الشَّخْصَانِ رِمَاحًا قَصِيرَة.
في الوَاقِعِ لَيْسَ هُنَاكَ الكَثِيرُ مِنَ الأشْخَاصِ الَّذِينَ يَسْتَخْدِمُونَ السُّيُوفَ في عَالَمِ “يَانْ الكَبِير”، لأنَّ مَهَارَاتِ السَّيْفِ على الرَّغْمِ مِنْ أنَّهَا قَاتِلَة، إلَّا أنَّهَا يَجِبُ أنْ يَتِمَّ تَدْرِيسُهَا مِنْ قِبَلِ مُعَلِّمٍ مَشْهُور، ويَجِبُ أنْ يَتِمَّ بَذْلُ سَنَوَاتٍ مِنَ الجُهْدِ الشَّاقِّ لِتَكُونَ قَاتِلَة.
يُوجَدُ الكَثِيرُ مِنَ الأشْخَاصِ الَّذِينَ يَسْتَخْدِمُونَ السَّكَاكِين، ولكنَّهُمْ يَقْتَصِرُونَ على المُجْرِمِينَ المُحْتَرِفِينَ الَّذِينَ لَدَيْهِمْ ثَرْوَةٌ وتُرَاث.
فَبِالنِّهَايَةِ سِكِّينٌ طَوِيلٌ مُنَاسِبٌ بَاهِظُ الثَّمَن.
يَسْتَخْدِمُ مُعْظَمُ المُجْرِمِينَ المُحْتَرِفِينَ مِنَ الطَّبَقَةِ الدُّنْيَا رِمَاحًا قَصِيرَة.
لأنَّهَا بَسِيطَةٌ وفَظَّة، وطَالَمَا أنَّكَ تَتَدَرَّبُ على الطَّعْنِ في جِذْعِ شَجَرَةٍ لِفَتْرَةٍ مِنَ الوَقْت، فَسَوْفَ تَعْتَبِرُ نَفْسَكَ مُبْتَدِئًا.
وعلى الرَّغْمِ مِنْ أنَّهَا بَسِيطَة، إلَّا أنَّ قُوَّةَ هَذَا السِّلاحِ لَيْسَتْ ضَعِيفَةً على الإطْلاق.
بِمُجَرَّدِ أنْ تَطْعَنَ شَخْصًا ما، فَسَوْفَ يَمُوتُ أو يُصَابُ بِجُرُوحٍ خَطِيرَة.
في هَذَا الوَقْتِ في مُوَاجَهَةِ الرِّمَاحِ القَصِيرَةِ الَّتِي كَانَتْ مُوَجَّهَةً نَحْوَهُ، لَوَّحَ “تشاو يَا” بِمِعْصَمِهِ، وتَأَلَّقَ نُورُ السَّيْف.
طَقْطَقَة!
صَدَرَ صَوْتَانِ مُقَرْمَشَان، وسَقَطَتْ رُؤُوسُ الرِّمَاحِ على الأَرْض.
ظَهَرَ الخَوْفُ على وُجُوهِ هَذَيْنِ المُجْرِمَيْنِ المُحْتَرِفَيْنِ على الفَوْر.
لأنَّهُ مِنَ الوَاضِحِ أنَّ السِّلاحَ الَّذِي يَحْمِلُهُ هَذَا الرَّجُلُ ذُو المَلابِسِ السَّوْدَاءِ هُوَ سِلاحٌ ثَمِين.
ومَنْ يَمْلِكُ مِثْلَ هَذَا السِّلاح، فَإِنَّ قُوَّةَ هَذَا الرَّجُلِ ذِي المَلابِسِ السَّوْدَاءِ لَيْسَتْ عَادِيَّة.
شَعَرَ هَذَانِ المُجْرِمَانِ المُحْتَرِفَانِ بالنَّدَمِ الشَّدِيد، ولكنَّ حَرَكَتَهُمَا لَمْ تَكُنْ بَطِيئَة، واسْتَدَارَا وحَاوَلا الهَرَب.
مِنَ المُؤَكَّدِ أنَّ “تشاو يَا” لَنْ يَدَعَهُمَا يَذْهَبَان.
في الوَاقِعِ مُنْذُ اللَّحْظَةِ الَّتِي أَخْرَجَ فِيهَا “تشاو يَا” سَيْفَ النَّيَازِكِ هَذَا، كَانَ عَلَى جَمِيعِ هَؤُلاءِ الأشْخَاصِ في الغُرْفَةِ أنْ يَمُوتُوا.
مَرَّةً أُخْرَى قَطَعَ بِالسَّيْف.
بُفْ بُفْ صَوْتَان، وسَقَطَتْ رَأْسَانِ على الأَرْض.
في هَذَا الوَقْتِ كَانَ “تشاو يَا” قَدْ وَصَلَ بالفعل إلى “شُو يِينْغ”.
ولكن في هَذَا الوَقْتِ شَعَرَ “تشاو يَا” فَجْأَةً بالخَطَر، لأنَّهُ اكْتَشَفَ أنَّ وَجْهَ “شُو يِينْغ” قَدْ ظَهَرَ عَلَيْهِ تَعْبِيرٌ شَرِس، وفي نَفْسِ الوَقْتِ رَفَعَ يَدَهُ اليُسْرَى ووَجَّهَهَا نَحْوَهُ.
جَاءَ دَوْرُ مَهَارَةِ “الطَّيَرَانِ على العُشْبِ” الَّتِي تَدَرَّبَ عَلَيْهَا لِفَتْرَةٍ طَوِيلَة، وتَجَنَّبَ “تشاو يَا” إلى الجَانِبِ بِسُرْعَة.
في الوَقْتِ نَفْسِهِ طَارَ سَهْمَانِ عَبْرَ المَكَانِ الَّذِي كَانَ يَقِفُ فِيهِ “تشاو يَا” للِتَّو، واسْتَقَرَّا في جَسَدِ اثْنَيْنِ مِنَ الضَّحَايَا البَائِسَةِ في الخَلْف.
إنَّهُ سَهْمٌ مُخَبَّأٌ في الكُم! شَعَرَ “تشاو يَا” بِقَشْعَرِيرَةٍ في قَلْبِهِ، ولَوَّحَ بِالسَّيْفِ بِسُرْعَة.
بُفْ صَوْت، وقُطِعَتْ يَدُ “شُو يِينْغ” اليُسْرَى.
“آه…” صَرَخَ “شُو يِينْغ” بِأَلَم.
ولكن “تشاو يَا” لَمْ يَشْعُرْ بالاطْمِئْنَان، فَقَطَعَ يَدَ “شُو يِينْغ” اليُمْنَى وقَدَمَيْهِ كُلَّهَا، ثُمَّ شَعَرَ بِبَعْضِ الرَّاحَة.
(انْتَهَى الفَصْل)
تم نشر الفصل على موقع riwayat-word.com
معلومات عن الموقع
معلومات عن موقعنا
معلومات عن الموقع