الفصل 34
تَبَسَّمَ كايل بِسُخْرِيَةٍ لِعَدَمِ قُدْرَتِهِ عَلَى فِعْلِ أَيِّ شَيْءٍ حِيَالَ ذَلِكَ. شَرْحُ الْأُمُورِ سَيَجْعَلُهَا أَكْثَرَ صُعُوبَةً عَلَيْهِ. “مَهْمَا يَكُنْ…” تَنَهَّدَ كَايل فِي دَاخِلِهِ وَهُوَ يُوَاصِلُ اسْتِخْرَاجَهُ. هُنَاكَ مَا مَجْمُوعُهُ 19 جُثَّةً هَذِهِ الْمَرَّةَ وَيَبْدُو أَنَّ جَمِيعَهَا ذَاتُ جَوْدَةٍ عَالِيَةٍ. كَانَ يَتَطَلَّعُ إِلَى التَّغْيِيرَاتِ الَّتِي سَتَحْدُثُ لَهُ الْيَوْمَ إِذْ كَانَ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ قَدْ يَصِلُ إِلَى رَقْمَيْنِ فِي ذَكَائِهِ إِذَا تَمَّ إِرْسَالُ مُعْظَمِ مُسْتَخْرَجَاتِهِ فِي هَذِهِ الصِّفَةِ. [نَجَحَ الِاسْتِخْرَاجُ. طَاقَةٌ +9 قُوَّةٌ +0.34] [نَجَحَ الِاسْتِخْرَاجُ. طَاقَةٌ +8 رَشَاقَةٌ +0.31] [نَجَحَ الِاسْتِخْرَاجُ. طَاقَةٌ +9 رَشَاقَةٌ +0.31] [نَجَحَ الِاسْتِخْرَاجُ. طَاقَةٌ +10 ذَكَاءٌ +0.33] [نَجَحَ الِاسْتِخْرَاجُ. طَاقَةٌ +10 ذَكَاءٌ +0.33] *** [نَجَحَ الِاسْتِخْرَاجُ. طَاقَةٌ +8 ذَكَاءٌ +0.33] بَعْدَ تَرْتِيبِ جَمِيعِ الْجُثَثِ بِشَكْلٍ مُنَظَّمٍ عَلَى الْأَرْضِ، أَكْمَلَ كَايل اسْتِخْرَاجَهُ أَيْضًا وَحَقَّقَ نَتِيجَةً رَائِعَةً جِدًّا. خِلَالَ هَذَا الْوَقْتِ، اضْطُرَّ إِلَى التَّوَقُّفِ لِعِدَّةِ دَقَائِقَ لِأَنَّ التَّغْيِيرَاتِ فِي جِسْمِهِ كَانَتْ تُسَبِّبُ لَهُ بَعْضَ الْإِجْهَادِ… شُعُورُ أَنْ تَصْبَحَ أَقْوَى بِهَذِهِ السُّرْعَةِ كَانَ يُشْعِرُهُ بِأَنَّهُ عَلَى وَشْكِ الِانْفِجَارِ. شَعَرَ بِأَنَّ جِسْمَهُ يَنْتَفِخُ عِنْدَمَا أُضِيفَتْ قُوَّةٌ مُتَعَدِّدَةٌ. شَعَرَ بِأَنَّ رَأْسَهُ يَتَّسِعُ مَعَ ازْدِيَادِ الذَّكَاءِ وَشَعَرَ بِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ بَطِيءٌ جِدًّا مَعَ ارْتِفَاعِ مُسْتَوَى رَشَاقَتِهِ. لَمْ يُضِفْ سِوَى مَا مَجْمُوعُهُ 2.04 نُقْطَةً فِي الْقُوَّةِ، وَ 1.24 نُقْطَةً فِي الرَّشَاقَةِ، وَ 2.97 نُقْطَةً فِي الذَّكَاءِ، لَكِنَّهُ شَعَرَ بِبَعْضِ التَّغْيِيرَاتِ النَّوْعِيَّةِ فِي جِسْمِهِ. كَانَتْ تِلْكَ سِتَّ جُثَثٍ قَدَّمَتْ قُوَّةً، وَأَرْبَعٌ قَدَّمَتْ رَشَاقَةً، وَتِسْعٌ قَدَّمَتْ ذَكَاءً. مَعَ هَذَا التَّقْسِيمِ، يُمْكِنُ الْقَوْلُ حَقًّا أَنَّ الذَّكَاءَ هُوَ الْأَسْهَلُ… لَمْ يَسْتَطِعْ إِلَّا أَنْ يَشْعُرَ بِبَعْضِ الْحَمَاسِ. كَانَ كَايل يَتَسَاءَلُ عَنْ مَدَى تَقَدُّمِهِ أَوْ قُوَّتِهِ مُقَارَنَةً بِالطُّلَّابِ الْمُسْتَجِدِّينَ الْآخَرِينَ فِي الْعَامِ الدِّرَاسِيِّ الْقَادِمِ! بَيْنَمَا كَانَ عَلَى وَشْكِ تَفَقُّدِ لَوْحَةِ شَخْصِيَّتِهِ، سَمِعَ فَجْأَةً صَوْتَ السَّيِّدِ هَايْنْز الْمُتَحَيِّرِ. “هَمْمْ… هَلْ أَنْجَزْتَ نَوْعًا مِنَ الطُّقُوسِ لَمْ أَكُنْ عَلَى عِلْمٍ بِهِ؟ أَقُولُ لَكَ، إِنَّ طُقُوسًا مَعَ تِلْكَ الْجُثَثِ خَطِيرَةٌ. قَدْ تَجْذِبُ بَعْضَ الْكِيَانَاتِ الَّتِي لَا تُرِيدُ أَبَدًا أَنْ تَرْتَبِطَ بِهَا.” حَذَّرَ هَايْنْز بِجِدِّيَّةٍ إِذْ شَعَرَ بِخُفُوتٍ بِبَعْضِ التَّغْيِيرَاتِ فِي كَايل. لَمْ يُلَاحِظْ أَيَّ شَكْلٍ مِنَ التَّوَاصُلِ مَعَ كِيَانَاتٍ مُعَيَّنَةٍ لَكِنْ كَانَ لَدَيْهِ شُعُورٌ غَامِضٌ بِأَنَّ كَايل فَعَلَ شَيْئًا مَا… بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ، نَمَا حُضُورُ كَايل بِشَكْلٍ مَا فِي إِدْرَاكِهِ. عِلَاوَةً عَلَى ذَلِكَ، لَا بُدَّ أَنَّ كَايل قَرَأَ بَعْضَ الْكُتُبِ الَّتِي تَفُوقُ مُسْتَوَاهُ وَقَرَّرَ أَنْ يُجَرِّبَ بِهَا. “كَمَا هُوَ مُتَوَقَّعٌ مِنْ خَبِيرٍ، لَقَدْ تَمَكَّنَ مِنْ مُلَاحَظَةِ تَغْيِيرَاتِي الطَّفِيفَةِ. يَجِبُ أَنْ أَكُونَ حَذِرًا فِي الْمَرَّةِ الْقَادِمَةِ…” تَمَعَّنَ كَايل وَهُوَ يُجِيبُ هَايْنْز. “أَتَفَهَّمُ يَا سَيِّدِي هَايْنْز… سَأَكُونُ حَذِرًا.” “حَسَنًا…” لِحُسْنِ الْحَظِّ، لَا يَبْدُو أَنَّ هَايْنْز يَمَانِعُ تَصَرُّفَاتِهِ غَيْرَ الْعَادِيَّةِ… رُبَّمَا كَانَ قَلِقًا فَقَطْ مِنْ أَنْ يَحْدُثَ لَهُ شَيْءٌ مَا قَبْلَ أَنْ يَشْرَبَ الْجُرْعَةَ الْأَخِيرَةَ غَدًا. بَعْدَ مُغَادَرَةِ الْمُخْتَبَرِ، لَمْ يَعُدْ كَايل عَلَى الْفَوْرِ إِلَى غُرْفَتِهِ إِذْ قَرَّرَ الْخُرُوجَ لِلْحُصُولِ عَلَى بَعْضِ الْهَوَاءِ النَّقِيِّ. رَأَى الْكَثِيرَ مِنَ النَّاسِ يَدْخُلُونَ وَيَخْرُجُونَ مِنَ الْوَرْشَةِ إِذْ حَانَ وَقْتُ نَوْبَةِ اللَّيْلِ لِلْعَمَلِ. بَعْضُهُمْ يَعُودُ إِلَى الْمَنْزِلِ وَبَعْضُهُمْ سَيَبْدَأُ الْعَمَلَ بَقِيَّةَ اللَّيْلِ. “هَيْ، هَلْ مَا زِلْتَ خَائِفًا مِنَ الذَّهَابِ إِلَى الْمَدِينَةِ؟” تَحَدَّثَ أَحَدُهُمْ خَلْفَ كَايل وَدُونَ النَّظَرِ إِلَى الْخَلْفِ، يَعْلَمُ أَنَّ هَذَا هُوَ مُسَاعِدُ الْمَطْبَخِ الَّذِي اقْتَرَحَ سَابِقًا قَتْلَ الْفُرْنِ لِجَذْبِ انْتِبَاهِ السَّيِّدِ هَايْنْز لِجَعْلِهِ يَعُودُ. اسْمُهُ فِيلِكْس وَهُوَ يَعْمَلُ فِي مَطْبَخِ الْوَرْشَةِ مُنْذُ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ. نَظَرَ كَايل إِلَى الْخَلْفِ وَتَأَكَّدَ مِنْ أَنَّ فِيلِكْس عَلَى وَشْكِ الْعَوْدَةِ إِلَى الْمَنْزِلِ. لَمْ يَعُدْ يَرْتَدِي مِئْزَرَهُ أَوْ زِيَّهُ لِلْعَمَلِ. بَدَلًا مِنْ ذَلِكَ، كَانَ يَرْتَدِي قَمِيصًا نَظِيفًا وَصَدْرِيَّةً فَوْقَهُ بَيْنَمَا كَانَ يُمْسِكُ مِعْطَفَهُ بِذِرَاعِهِ الْيُمْنَى. “أَنَا لَسْتُ خَائِفًا… لَقَدْ أَسَأْتُ إِلَى بَعْضِ النَّاسِ لِذَا عَلَيَّ أَنْ أَكُونَ حَذِرًا…” أَجَابَ كَايل. “هَيْ… أَنْتَ تُفَكِّرُ كَثِيرًا. إِذَا كُنْتَ قَدْ أَسَأْتَ حَقًّا إِلَى شَخْصٍ مَا فِي الْأَكَّادِيمِيَّةِ، فَلَنْ تَكُونَ آمِنًا حَتَّى هُنَا. إِنَّهَا السَّاعَةُ الثَّامِنَةُ فَقَطْ، لَا يَزَالُ هُنَاكَ الْكَثِيرُ مِنَ الْمَتَاجِرِ مَفْتُوحَةً، اتْبَعْنِي. سَأُرِيكَ الْمَكَانَ.” تَرَدَّدَ كَايل لِلْحَظَةٍ. يَعْلَمُ أَيْضًا أَنَّهُ لَا بَأْسَ مِنَ الْخُرُوجِ إِذْ تَعَامَلَ السَّيِّدُ هَايْنْز مَعَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِهِ. عِلَاوَةً عَلَى ذَلِكَ، غَادَرَتْ لِيزْلِي الْأَكَّادِيمِيَّةَ لِتَدْرِيبِهَا الْعَمَلِيِّ… لَنْ يَأْتِيَ أَحَدٌ لِلْبَحْثِ عَنْهُ حَقًّا… “حَسَنًا. هَلْ تَعْرِفُ مَا إِذَا كَانَ هُنَاكَ أَيُّ صَانِعِي سَاعَاتٍ فِي الْجِوَارِ؟” سَأَلَ كَايل. “بِالطَّبْعِ! يُمْكِنُنِي أَنْ آخُذَكَ إِلَى أَفْضَلِ مَنْ أَعْرِفُهُ.” مَعَ ذَلِكَ، طَلَبَ كَايل مِنْ فِيلِكْس الِانْتِظَارَ قَلِيلًا إِذْ عَادَ إِلَى غُرْفَتِهِ لِإِحْضَارِ مِعْطَفٍ وَسَاعَةِ الْجَيْبِ الْمَكْسُورَةِ. تَمَّ شِرَاءُ مُعْظَمِ أَغْرَاضِهِ مِثْلَ الْمَلَابِسِ وَمَا شَابَهَ ذَلِكَ مِنَ الْمَدِينَةِ. وَمَعَ ذَلِكَ، لَمْ يَكُنْ هُوَ مَنْ اشْتَرَاهَا. لَقَدْ أَمَرَ دِينِيزَ بِبَسَاطَةٍ بِالْقِيَامِ بِمُهِمَّةٍ مِنْ أَجْلِهِ. سُرْعَانَ مَا ذَهَبَ فِيلِكْس وَكَايل إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُجَاوِرَةِ مَعَ عُمَّالٍ آخَرِينَ تَعَرَّفُوا عَلَيْهِمْ. عِنْدَمَا دَخَلُوا الْمَدِينَةَ، أَدْرَكَ كَايل أَخِيرًا أَنَّ جُزْءًا مِنْهَا كَانَ مُهْمَلًا تَمَامًا. إِنَّهُ الْجُزْءُ الَّذِي يُمْكِنُهُ رُؤْيَتُهُ مِنَ الْمَصْنَعِ أَوِ الْوَرْشَةِ. “هَلْ تَعْرِفُ لِمَاذَا تَمَّ إِهْمَالُ هَذَا الْجُزْءِ مِنَ الْمَدِينَةِ؟” سَأَلَ كَايل بِفُضُولٍ. تَوَقَّفَ فِيلِكْس عَنِ الْحَرَكَةِ لِلْحَظَةٍ إِذْ تَذَكَّرَ مَا سَمِعَهُ مِنَ الْآخَرِينَ. “كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ عِنْدَمَا وَصَلْتُ إِلَى هُنَا مُنْذُ خَمْسِ سَنَوَاتٍ. سَمِعْتُ مِنَ السُّكَّانِ الْأَقْدَمِ أَنَّ بَعْضَ الطُّلَّابِ الْحَمْقَى قَامُوا بِنَوْعٍ مِنَ التَّجْرِبَةِ فِي هَذَا الْجُزْءِ مِنَ الْمَدِينَةِ. عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ مَسْؤُولِي الْأَكَّادِيمِيَّةِ قَدْ حَلُّوا الْأَمْرَ، إِلَّا أَنَّ الْبَعْضَ قَالُوا إِنَّ الْمَكَانَ مَلْعُونٌ بِالْفِعْلِ وَلَا تَزَالُ هُنَاكَ أَرْوَاحٌ شِرِّيرَةٌ تَكْمُنُ هُنَاكَ. عَلَى أَيِّ حَالٍ، طَالَمَا أَنَّكَ لَا تَعِيشُ فِي الْمِنْطَقَةِ، فَلَنْ تُزْعِجَكَ الْأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ.” أَوْمَأَ كَايل بِلُطْفٍ بَعْدَ سَمَاعِ الْقِصَّةِ. لَمْ يُعَلِّقْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ وَاصَلُوا زِيَارَةَ مَنْزِلِ صَانِعِ السَّاعَاتِ.
تم نشر الفصل على موقع riwayat-word.com
معلومات عن الموقع
معلومات عن موقعنا
معلومات عن الموقع